(55) الإسلام… في ميلاد الرسول
ما ينطبق على مملكة الحيوانات وأسمائها، ومملكة الطيور وأسمائها، ينطبق على مملكة الحشرات وأسمائها، في نموذج النحل، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (النحل: 68- 69).
دور الأسماء في مملكة الحيوانات
ومن هنا نلاحظ أن الأسماء تلعب دور محوري في حياة الحشرات، من حيث الاسم والتركيب التشريحي والبناء النوعي والبيولوجي، فالحشرات تنتمي إلى الحيوانات اللافقارية، ويوجد منها مليون نوع مصنف، بينما الحشرات غير المصنفة يبلغ 30 مليون، ومن أسماء الحشرات: “النحل والنمل والدبابير والذباب والبق والخنافس والصراصير وفرس النبي واليعاسيب وغيرها”، ويتراوح حجم الحشرات البالغة من 0.1 ميليمتر – 55 سنتيمتر.
كما أن الأسماء لها دور فعال في التعريف بتركيب الحشرة من حيث الهيكل الخارجي والتكوين الداخلي والجهاز الحركي وقرون الاستشعار عن بعد والعيون والفم والصدر، والبطن والأجنحة والجهاز الهضمي والتنفسي والدوري والعصبي.
وتعتمد حياة الحشرة على الحركة والمشي والسباحة والطيران، في الحصول على الغذاء والتطور والتزاوج لحفظ النوع، والسلوك الاجتماعي والعناية بالصغار في وجود الحواس والاتصالات السلوكية والتواصل الكيميائي وتوليد الضوء والرؤية، وإصدار الأصوات والسمع والتواصل، وكل هذا يتم في إطار الأسماء.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالأسماء تمثل المحور التي تتحرك من خلاله الحشرات بشكل عام والنحل بشكل خاص، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد