(3) أمريكا… في وجه العاصفة
ترامب ابن الحضارة الغربية وظهيرها، ظهر على سطح المجتمع، باعتباره ممثلًا للحضارة الغربية، بكل سلبياتها وإيجابياتها في صورة رئيسها الجمهوري وأحد أغنيائها ومنظريها، فإذا به يتهم منافسه جو بايدن المنافس الديمقراطي له، بتزوير الانتخابات الرئاسية، فيحدث شرخ كبير في البنية الاجتماعية للمجتمع الأمريكي.
فشطر الشعب الأمريكي وقسمه إلى نصفين، ونسف معه المرجعية السياسية، التي قامت عليها الحضارة الغربية بقيادة أمريكا وفي مركزها الديمقراطية وحقوق الإنسان الخاصة بشعوبها دون غيرها، والتي تتغنى بها ليل نهار على مدار 200 سنة وفي ذروة سنامها، الرأسمالية الجشعة، التي أكلت الأخضر واليابس، ليس في الغرب وفقط وإنما أيضًا في الشرق.
فالعالم في الشرق والغرب، ينتظر وهو على أهبة الاستعداد، للحظة الفارقة في تاريخ العالم، من أجل دفن الحضارة الغربية بكل مكوناتها التاريخية، وإرثها الحضاري في الرأسمالية الجشعة، كما دفنت الشيوعية المستبدة من قبل، والتي أذاقت العالم الأمرين بممارستها البشعة والتي تتسم بالأنانية بعد أن طال عمرها أكثر من اللازم في ممارسة الطغيان وكل أنواع الظلم والعدوان على مدار تاريخها الطويل وعمرها المديد، على مصالح شعوب العالم وتقدمها.
انتظارًا لمقدم الإسلام وظهوره في وعد الله الموعود وفي بزوغ نور الهدي وضياء العقول ورحمة القلوب، في وجود تباشير الحرية والعدالة والصدق والأمانة والشفافية والمساواة والرقابة، التي سوف تملأ العالم شرقه وغربه، فتصبح حضارة واحدة، يتزعمها الإسلام الذي سوف يحل محل كل الحضارات بهمة واقتدار.
ليس هذا من قبل التمنيات، فالإسلام واقع على أرض الواقع تنطق به السماوات السبع والأرض والجبال، وتشهد له كل المخلوقات الإنسان والحيوان والطيور والحشرات والجمادات والميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد