(6) أمريكا… في وجه العاصفة
لكن هل تستطيع أمريكا إعلان الصمود والتحدي وحماية نفسها من نفسها؟، بعد أن حان وقت الحساب لأمريكا من الله، لمحاسبتها على ما ارتكبته من جرائم وفظائع مسجلة عليها بالصوت والصورة والفيديو في حق شعوب العالم، في وجود مخالفات جسيمة أنهكت البشرية على مدار عقود.
سؤال يتردد صداه في أركان الأرض الأربعة، وتتحدث به الحكومات المعنية، التابعة والمعادية، ويتصدر عناوينه الصحافة العالمية، وتدور رحا الحديث عنه في أقبية المخابرات العالمية ويصدح صوته عبر مراكز صناعة القرار في العالم، والذي يؤكد حقيقة السؤال، ويلح على الإجابة عليه وما يليه من تبعات.
هل تستطيع أمريكا إعلان الصمود والتحدي؟
فهل جاء وقت دفع الفاتورة التي يجب أن تدفعها أمريكا أمام العالم؟، التي غاب دفعها أو غيب بفعل القوة المفرطة، واستخدامها على مدار 200 سنة من عمرها، أم أن الله سيمهلها مرة أخرى لإعادة ترميم نفسها وصيانتها الذاتية لقيمها وأخلاقها وتعود إلى إنسانيتها، كي تظهر بوجه جديد للعالم قد يقبله على أحر من الجمر، أو قد يرفضه بحرف.
فبعد انتخابات 4 نوفمبر 2020 وعلى مدار أسبوعين، دخل الشعب الأمريكي في دوامة من المواجهات العنيفة بعد إعلان جو بايدن الديمقراطي فوزه بالانتخابات بعد حصوله على 335 صوت من المجمع الانتخابي، في الوقت الذي يرفض فيه الرئيس الجمهوري بشدة نتيجة الانتخابات، ويتهم منافسه بتزويرها وبيع الأصوات عن طريق شركة خاصة، لها دور سيء في الإشراف على الانتخابات.
فهل تشرب أمريكا، من نفس كأس الظلم والمعاناة الذي سقته مرارًا وتكرارًا، للعالم بشكل عام والعالم العربي والإسلامي بشكل خاص على مدار عمرها، والتي لم تستطع تحمله على مدار بضع أسابيع من نهاية الانتخابات، فحدث فيها ما حدث من مناوشات وأعمال عنف، من أجل انتصار طرف على آخر في الانتخابات.. وهل تفيق أمريكا من وقع الصدمة وتستيقظ قبل فوات الأوان، وتترك الشعوب تختار حكامها، بدلًا من أن تقوم بالنيابة عنهم بتعيينهم بالقوة والحديد والنار.
وهل سترتدع أمريكا في نهاية المطاف وتدور دورة كاملة حول نفسها، فتعود إلى إنسانيتها، وتترك الشعوب تختار الحاكم الذي يمثلها، ويحمي مصالحها ومصالح شعبها، كما فعلت وتفعل مع شعبها، بعيد عن استخدام القوة أو غيرها.
وضع أمريكا الداخلي
وهل تنفجر أمريكا من الداخل وتدخل في أتون حرب أهلية، لا يعلم مداها إلا الله، فلا تبقي ولا تذر بأسلحتها النووية وعتادها التقليدي أم تخرج من هذه المواجهة، بالكثير من الدروس والعبر، فتعطي المثال والقدوة على احترام حق الشعوب في اختيار حكامها عن قناعة وليس عن طريق الترهيب والإذعان.
أم أن كلا الحزبين، سوف يحاول لملمة الجراج وترميم ما حدث من شروخ في العلاقات بين أبناء الشعب الأمريكي، فلم تدري أمريكا ولا زعمائها لحظة واحدة، أن ما يحدث لها الآن قد ساقتها لها الأقدار، من أجل الحساب ومراجعة النفس، بعد أن سقت دول العالم صنوف وألوان من الألم والمعاناة والفقر والجوع والحرمان، من أجل السيطرة وحب الهيمنة والاحتلال السياسي والاقتصادي والعسكري والعلمي والثقافي وغيره.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد