(13) أمريكا… في وجه العاصفة
كان الهدف من هذه الوثيقة، التي وضعت النقاط على الحروف، أول وثيقة تضع أول نقطة من أول السطر بعدها وضع الغرب يده القوية على العالم الإسلامي وجعله تحت إمرته، فبعد أن كانت بريطانيا هي الإمبراطورية، التي لا تغيب عتها الشمس في القرن العشرين، وكانت مستعمراتها تمتد من أقصى الأرض إلى أقصاها في طول عمرها المديد، شعر قادتها وزعمائها على قرب نهايتها وأفول نجمها.
وكان من بين هؤلاء القادة هنري كامبل، الابن المخلص للحضارة الغربية، والذي تولى رئاسة الوزراء في سنة 1905- 1908، أي بقي في السلطة فقط ثلاث سنوات، حقق فيها كل ما يتمناه وكان رجلًا مولعًا بالثقافة وفلسفة التاريخ ونظرياته، والتي تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك عنده أن نجم بريطانيا التي لا تغيب عنها الشمس سيغرب ويضمحل لا محالة.
وكان يتساءل دومًا في نفسه، ما الذي يستطيع أن يفعله من أجل مد عمر الحضارة الغربية، واستمرار سيطرتها على العالم، بحيث يستمر الدور البريطاني، بشكل أو بآخر في السيطرة على هذه البقاع الواسعة من العالم مع ضمان سيادة الحضارة الغربية على كل الحضارات.
وثيقة تضع نقطة من أول السطر
وفي سنة 1907، بعث برسالته وتساؤلاته هذه إلى الجامعات البريطانية والفرنسية والتي ردت عليه بالجواب المفصل في رسالة أو وثيقة سميت باسمه، والتي ما زالت موجودة في الأرشيف البريطاني، وأفرج عنها لمدة أسبوعين فقط على الإنترنت، بعد انتهاء مدة حبسها القانوني ثم أعيدت خوفًا من آثارها المتوقعة، فتحدثت هذه الوثيقة أن الغرب ينظر إلى العالم من خلال ثلاث مساحات.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد