(17) أمريكا… في وجه العاصفة
من الملاحظ وجود بند رابع من البنود السرية التي تخص المساحة الخضراء والعالم الإسلامي ولم يُشار إليها ولم يكشف عنها النقاب في هذه الوثيقة الجهنمية أو تم توليفها بمرور الوقت، والمتعلقة بخلق وإيجاد وتقوية الفكر المتطرف داخل المجتمعات الإسلامية.
فبعد أن تمَّ تحييد جوهر الإسلام ومنعه من الخروج من المسجد، للمنافسة على السلطة والحكم، تحول إلى طقوس في شكل عقيدة وعبادة بعيدًا عن المعاملة، فحصروا الإسلام وحاصروه في زاوية ضيقة لا يستطيع فيها الحركة، وهو ما يعني حدوث تذمر بين الشباب، والركون إلى التطرف والتعصب واستخدام العنف بشكل مقصود ومدبر، حتى يمكن اتهام الإسلام بالتطرف.
فيمكن إثارة الرأي العام العالمي على الإسلام من خلال تكوين ودفع هذه الجماعات، إلى الواجهة وتمويلهم بالمال والسلاح، والتي تدعو إلى العنف والتطرف، مع عرض نماذج في الكتابة والرأي المتطرف وتحويله إلى واقع على أرض الواقع، مع أن هذا ضد أبسط قواعد الإسلام.
البنود السرية في وثيقة هنري كامبل
حفظ أحفاد هنري كامبل الدرس وصموه عن ظهر قلب وحافظوا عليه، وأخذوا يرددونه بأعلى صوت وعلى أسماعهم وبين أنفسهم وفي الغرف المغلقة، والتي أصبحت علنية بفعل الضعف والهزل الذي لحق بأمة العرب والمسلمين، جراء أفكار هذا الهنري الحقود.
فواصلوا المسيرة من بعده في تقزيم دور العرب والمسلمين على جميع المستويات المحلية منها والدولية، وأصلوا لأفكاره العنصرية والمتطرفة وجعلوها المحور والأساس والنقاش، في تعاملهم مع كل قضايا الشرق الإسلامي وأفرغوا كل حقدهم الدفين في علاقاتهم السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتجارية مع المشرق الإسلامي، وتمكنوا من السيطرة عليه والهيمنة على كل مقدراته، وتطويعها وفق مرادتهم من أجل الحفاظ على مصالحهم ومصالح شعوبهم.
ونجحت مخططاته نجاحًا منقطع النظير، فعندما ألقى بأفكاره كحجر في بحر راكد، اتسعت الدوائر وتمددت، حتى شملت كل بلاد العرب والمسلمين ولم يخرج عن أفكاره أي قطر من أقطار الأمة، فتمَّ له ما أراد في كل ركن من أركان الأمة، فماذا كان يحدث لو كان عند الإسلام نوعية هنري كامبل، أكيد كانت الأحداث تنقلب رأس على عقب في صالح الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد