(79) الإسلام… في ميلاد الرسول
من مناط التكريم لآدم وأبنائه، أن وفر الله لهم كل أسباب الحياة، فخلق له الحيوانات والطيور والحشرات، التي يعتمد عليها الإنسان في طعامه وغذائه، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمۡ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسۡرَحُونَ (6) وَتَحۡمِلُ أَثۡقَالَكُمۡ إِلَىٰ بَلَدٖ لَّمۡ تَكُونُواْ بَٰلِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ ٱلۡأَنفُسِۚ إِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ” (النحل: 5- 7).
ومن مناط التكريم لآدم وأبنائه، أن خلق لهم النباتات التي يعتمد عليها الإنسان في طعامه وشرابه.
قال تعالى: “هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗۖ لَّكُم مِّنۡهُ شَرَابٞ وَمِنۡهُ شَجَرٞ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنۢبِتُ لَكُم بِهِ ٱلزَّرۡعَ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلۡأَعۡنَٰبَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ” (النحل: 10- 11).
ومن مناط التكريم لآدم وأبنائه، أن خلق لهم الجمادات مثل الماء والشمس والقمر والسماء والأرض، التي تعتمد عليها حياتهم ومعاشهم وبها وجودهم، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتُۢ بِأَمۡرِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ (12) وَمَا ذَرَأَ لَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهُۥٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَذَّكَّرُونَ” (النحل: 12- 13).
فكانت الحيوانات والنباتات والجمادات مخلوقات، خلقت كي تيسر على الإنسان حياته وتسهلها وتوفر له سبل العيش وتمنحه الرزق الحلال، وتزوده من الطيبات في المأكل والمشرب والملبس، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَأَلۡقَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمۡ وَأَنۡهَٰرٗا وَسُبُلٗا لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ (15) وَعَلَٰمَٰتٖۚ وَبِٱلنَّجۡمِ هُمۡ يَهۡتَدُونَ” (النحل: 15- 16).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالحيوانات والنباتات والجمادات مخلوقات، خلقت من أجل خدمة الإنسان، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر