(81) الإسلام… في ميلاد الرسول
مخ الإنسان البالغ يزن 1500 جرام ويحتوي على تريليون وخمسمائة مليار خلية، ويقبع في داخل صندوق عظمي قوي ومحكم الإغلاق يسمى الجمجمة في الرأس.
وهو الذي يدير حركة الإنسان في الحياة في الوظائف الحسية والعقلية والإدراكية واللغة في المركز والأطراف، من الألف إلى الياء، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
لا يعرف العلم بشكل عام عن المخ إلا النذر اليسير وكما قلت من قبل في موقع إعجاز، أن العلاقة بين الروح والجسد والمتعلقة بالنفس، تتحكم في وظائف الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة المادية والروحية، فالروح تُمثل 99.99% من مكونات النفس في الحد الأدنى، بينما يمثل الجسد أقل بكثير من 0.01%، والمجهول من الجسد 99.99% بينما المعلوم منه أقل 0.01%، في سلسلة متصلة الحلقات.
المكون المادي في مخ الإنسان
والمكون المادي للمخ، موجود جزء منه في قشرة المخ، والتي تحتوي على خمسة فصوص، منها أربعة فصوص لها وظائف معروفة، فالفص الأمامي في الجبهة به مركز الحركات الإرادية، ومراكز الذاكرة والنطق واتخاذ القرار، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ” (العلق: 15- 16).
والفص الجداري، فهو يتحكم في عملية الإحساس بالحرارة والبرودة، اللازمة لضبط حرارة الجسم بشكل عام ودرجة حرارة الأجهزة بشكل خاص وتساعد في عملية الأيض، وخلق توازن بين داخل الجسم وخارجه، كم تلعب دور في آلية الضغط والشعور بالألم.
والفص القفوي، ففيه مراكز الرؤيا وحواس الإبصار، وبها يتمكن الإنسان من الرؤية، التي تمكنه من ممارسة كافة الأعمال المتعلقة بحياته، من خلال حاسة البصر والرؤية بالعين.
قال تعالى: “قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إلى ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ” (الأنعام: 50).
وأما الفص الصدغي، ففيه مراكز الإدراك المختلفة، مثل: السمع والشم والتذوق، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا” (الإسراء: 36).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالمخ فيه القشرة التي تتحكم في وسائل الإدراك المختلفة، الدالة على وجود العقل، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر