(89) الإسلام… في ميلاد الرسول
ما يحدث في أجهزة الجسم المختلفة بشكل عام، يحدث في الأجهزة التناسلية بشكل خاص اللازمة لإنتاج الجنس البشري، والتي سوف نتحدث عنها بالتفصيل لاحقًا -إن شاء الله-.
فالخصية عند البلوغ التي لا يتعدى حجمها 25 سم، ولا يزيد وزنها عن سبعين جرام، تحتوي على 70 مليار خلية، تنتج مليار حيوان منوي في المتوسط في اليوم، وحوإلى ما يقرب من 360 مليار حيوان منوي على مدار السنة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
آلية إنتاج الحيوان المنوي داخل الخصية
وإذا كان حجم الحيوان المنوي لا يتعدى 60 ميكروميتر، فإن آلية إنتاجه داخل الخصية وطريقة خروجه منها والمسافة التي يقطعها حتى يصل إلى البويضة، والتي تصل إلى 10 متر في وجود طاقة هائلة مصاحبة لتكوينه وحركته وإنتاجه، والتي تصل إلى تريليون وستمائة مليار قطعة أدنوزين ثلاثي الفوسفات في اليوم، واللازمة لقيام الحيوان المنوي بنشاطاته ودوره في تلقيح البويضة أو عدم تلقيحها، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
كما أن الحيوان المنوي الواحد، له دوري محوري في إمداد الكون بالطاقة الهائلة التي تنتج منه، والتي تصل إلى مليار وات طاقة في الثانية وتصل إلى 86 تريليون وأربعمائة مليار وات طاقة في اليوم، تساهم في ضبط قوي الكون الأربعة، وتمثل داعم أساسي لوجود الكون واستمراره.
بينما ينتج المبيض الواحد في المرأة بويضة واحدة كل شهر، بمعدل 12 بويضة في السنة بالتبادل بواسطة المبيضين وبالرغم من كبر حجم البويضة والتي تصل إلى 200 ميكروميتر، وتمثل حوالي ثلاثة أضعاف حجم الحيوان المنوي، إلا أنها تمتلك من القوة والقدرة والكفاءة، التي تمتلكها كل الحيوانات المنوية وكلاهما، الحيوان المنوي والبويضة يمثل 50% من إنتاج الجنس البشري بشكل متقن، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالظاهر أن الحيوان المنوي والبويضة، بشكلهما المادي مسؤلان عن تخليق وتكوين الجنين، لكن الباطن يؤكد أن الروح النورانية في الحيوان المنوي النوراني والبويضة النورانية، هي التي تقود هذه العملية من الألف إلى الياء بشكل معجز، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر