(2) ميلاد عيسى… الحقيقة والواقع
ومن هنا نلاحظ أن آدم عليه السلام كان معجزة بكل المقاييس العلمية وكل المعايير الطبية، لأن آدم عليه السلام خلقه الله سبحانه وتعالى خلق مخصوص، فخلقه دون أب وخلقه دون أم وسواه من تراب ونفخ فيه من روحه فكان بشر سويًّا يتكون من خلايا وأنسجة وأعضاء وأجهزة وهذا هو الخلق الأول في صورة آدم عليه السلام الذي خُلق دون أب وخُلق دون أم.
ثم خلق الله سبحانه وتعالى حواء زوجة آدم عليه السلام من تراب على النسق الذي خلق منه آدم عليه السلام أو خلقها من ضلع آدم الأيسر وعلى كل الأحوال فحواء زوجة آدم عليه السلام وأم البشر خلقت بطريقة مخصوصة دون أب وأم من تراب أو من أب دون أم من ضلع آدم الأيسر وهذا هو الأوقع.
وهذا فيه إعجاز علمي هائل، حيث إن المخلوق الثاني من البشر حواء خلقت من تراب أو خلقت من ضلع آدم الأيسر من أب دون أم في غياب مقومات خلقها بشكل طبيعي مثل الرحم إنما هي خلقت بشكل معجز وخارق للعادة وليس مثل البشر العاديين.
معجزة خلق آدم
ومن هنا نجد أن بداية الخلق كانت في آدم عليه السلام وزوجته حواء وكان خلقهما بطريقة مخصوصة وخارقة للعادة ومع ذلك لم يدعي أحد من البشر أن آدم عليه السلام هو الله أو أن آدم عليه السلام هو ابن الله ولم تتكرر هذه المقولة على حواء أم البشر.
ونحن جميعًا كبشر نتحدث عن أن آدم عليه السلام هو أب للبشر جميعًا إلى قيام الساعة خلقه الله سبحانه وتعالى بكن فيكون وأن زوجته حواء هي أم للبشر جميعًا إلى قيام الساعة خلقها الله سبحانه وتعالى بكن فيكون وهذه هي المعجزة الكبرى في خلق آدم وحواء وبالرغم من كل ذلك لم يقل أحد من البشر إن آدم هو الله أو هو ابن الله، ولم تتكرر هذه المقولة على حواء أم البشر.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر