(4) ميلاد عيسى… الحقيقة والواقع
إذا تركنا معجزة خلق آدم عليه السلام من تراب وخلق حواء من أب دون أم وخلق عيسى عليه السلام من أم بلا أب، نجد أنَّ الخلق جميعًا، الذين آتوا من آدم وحواء من أول قابيل وهابيل إلى قيام الساعة كل واحد منهم له أب وله أم.
ومن هنا نجد أن المخلوقات أربعة آدم عليه السلام خلق دون أب ودون أم وحواء خلقت من أب دون أم وعيسى عليه السلام خلق من أم بلا أب والخلق جميعًا خلقوا من أب ومن أم، ما يعني أن معجزة خلق آدم عليه السلام ومعجزة خلق حواء ومعجزة خلق عيسى عليه السلام لن تتكرر على مر الزمان.
والبشر جميعًا الذين خلقوا من آدم وحواء، أرسل الله سبحانه وتعالى منهم وإليهم الأنبياء والمرسلين لهدايتهم إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى من شيث النبي عليه السلام الذي جاء بعد آدم عليه السلام مرورًا بإدريس عليه السلام ثم نوح عليه السلام ثم إبراهيم عليه السلام ثم إسماعيل عليه السلام الابن الأكبر لإبراهيم من هاجر عليها السلام ومن إسماعيل كان محمد صلى الله عليه وسلم ثم إسحاق عليه السلام الابن الأصغر لإبراهيم من سارة عليها السلام والأخ الأصغر لإسماعيل عليه السلام وإسحاق عليه السلام كان أب يعقوب عليه السلام ثم أسباط بني إسرائيل الاثني عشر من أبناء يعقوب عليه السلام ومنهم يهوذا ويوسف عليهما السلام.
فكل الأنبياء والمرسلين وعددهم خمسة وعشرين نبي ورسول كما جاء في القرآن الكريم من آدم عليه السلام مرورًا بموسى وعيسى عليهما السلام إلى محمد عليه الصلاة والسلام كانت دعوتهم واحدة وهي الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى وأنه سبحانه وتعالى واحد لا شريك له والإيمان بوحدة الرسالة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد