(1) إن الدين عند الله… الإسلام
الهدف من كتابة هذه المقالات المركزة عن أن الدين عند الله الإسلام، هو فهم حقيقة وجود الإسلام في الكون، ومن ثمَّ لفت نظر العقلاء من البشر إلى هذه الحقيقة وإظهارها حقيقةً في الواقع على أرض الواقع، من أجل انتباه الناس إليها، والنظر بعمق في وجودها والتدليل عليها.
من أجل فهم حقيقة الإسلام الحقيقي، ومن ثمَّ إظهار الأدلة المؤكدة لوجوده والقرائن الدامغة على حقيقة إدارته للكون والوقائع الدالة على ذلك وجمعها بعناية فائقة، ووضعها أمام القارئ الكريم، كي يفهم معي معنى ما ذكره الله تعالى في قوله: “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ” (آل عمران: 19).
والمستنبطة بشكل علمي، من آلية عمل الكون وخلق الإنسان، معتمدًا على العقل والفهم والتدبر اللازم والضروري لاستنباط الحقائق ومعايرتها بالواقع في أن الدين عند الله الإسلام، قبل خلق الكون وقبل خلق آدم وأبنائه وقبل جعلهم خلفاء لله في الأرض.
وجود الإسلام قبل الخلق
معنى هذا أن الإسلام، وجد أولًا عند الله قبل خلق الخلق وقبل بعثة الأنبياء والمرسلين، وكان الهدف من إرسال الأنبياء والمرسلين، هو تأكيد معنى أن الدين عند الله الإسلام لكل البشر، وأن الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بصفته خاتم الأنبياء والمرسلين في نهاية المطاف، ما هو إلا تأكيدًا لأمر واقع عند الله قبل خلق الكون، وتأكيدًا لأمر واقع عند الله بعد خلق الكون، وتأكيدًا لأمر الله واقع يقوم عليه الكون وما فيه.
فكان فحوى هذا الأمر الذي صدر من عند الله ومضمون هذا الأمر والأمر الذي خلق به الخلق، وما زال وسيظل إلى نهاية الكون وسيستمر مع بداية الآخرة ونهايتها، هو أن الدين عند الله الإسلام، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم يؤكد أنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد