(2) إن الدين عند الله… الإسلام
هذه المقالات هامة جدًا، لأنها تقدم طرح جديد عن فهم حقيقة الإسلام وواقعه في الحياة، على غير عادة الطرح الذي يطرحه علماء الإسلام وعلماء الطبيعة عن الإسلام، وعلى غير عادة الطرح الذي يتكلم به عامة الناس وخاصتهم عن طبيعة وحقيقة الإسلام.
كما أن هذه المقالات عن “إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ”، تسلط الضوء على وجود الإسلام في اللبنات الأولى المؤسسة للكون والتي بني عليها من الألف إلى الياء، ولها دور مركزي في عرض الحقائق التي توصل إليها العقل والعلم عن الإسلام.
وفي نفس الوقت ترسخ مفهوم جديد عن فهم واقع الإسلام في الكون، وتلقى مزيد من الضوء على إظهار الدور المحوري والحيوي البناء للإسلام في إدارة خلق الإنسان وتظهر الاثر العميق، عند الحديث عن الإسلام، الذي ارتضاه الله بأمره دينًا لكل المخلوقات.
وكل هذا من أجل أن نتمكن من وضع النقاط على الحروف، بل ونقطة من أول السطر أمام القارئ الكريم عند الحديث عن الإسلام، الذي يمثل في الحقيقة والواقع، هذه النقطة وتلك البداية عند الله وإلَّا ما أضاف ملكية الإسلام إليه سبحانه وتعالى.
وفي نفس الوقت، لا نغفل الحق في عرض الأمر على الباحثين والمتخصصين من علماء الإسلام والطبيعة في إدراك عميق وفهم واعٍ ومدروس، عن نسب الإسلام إلى الله وملكه له، وليس لأحد سواه، حتى نعي ونعرف ونفهم، قوله تعالى: “إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ”.
حقيقة الإسلام
كما تؤكد هذه المقالات سلامة القصد، في الحديث عن حقيقة الإسلام وواقعه العلمي في الكون وأثره الواضح في سيادة السلام فيه ودوره البناء في استقامة أمر السماوات والأرض القائمة على أمر الإسلام ودعائمه واستمرار هذا الأمر في الحفاظ على وجود السماوات والأرض للقيام بوظائفها، بل واستمرارها في القيام بالصيانة الذاتية والدائمة والدورية لمكوناتها.
معنى هذا أن الإسلام يمثل حياة الكون وحياة الإنسان وحياة كل المخلوقات الموجودة فيه، فإذا وجد الإسلام وجد الكون وما فيه وعاش في أمن وأمان وسلام وإذا اختفى الإسلام، اختفى الكون وانهار على المخلوقات التي تعيش فيه.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن الإسلام هو حياة الكون، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد