(3) إن الدين عند الله… الإسلام
إن الدين عند الله الإسلام قالها الله عنده قبل خلق الكون وتردد صداها، في أركان الدوائر الثلاثة الكبر، قبل خلقها، والتي تتحكم في مصير الكون والإنسان وسائر المخلوقات، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام، قال تعالى: “إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ..” (آل عمران: 19).
فإذا كانت “إِنَّ” حرف للتأْكيد ونفي للإنكار والشك، فإنها تنصب المبتدأ وترفع الخبر، وتؤكد حقيقة “إنَّ الدِين عند الله الإسلام”، وإذا كان معنى الدين هو الجزاء الذي يعطيه الله للإنسان مقابل الالتزام بالطاعة والنهي فـ”إن عند” تأتي بمعنى الْمِلْكِيَّةُ لله، وهذا معناه أن الذي يملك الإسلام هو الله ولا أحد سواه.
أمَّا ذكر اسم الله الأعظم الله، وهو علم على الذَّات العليا لواجد الوجود والجامعة لكل صفات الألوهيّة وكل الأسماء الحسنى وإضافته للإسلام، يؤكد هذا التأكيد في إنَّ الدِين عند الله هو الإسلام، المشتق من السلام.
والسلام هو اسم من أسماء الله الحسنى، يؤكد أيضًا أن كل شيء قبل الخلق وبعد الخلق، كان في سلام وخلق بالسلام ومبني على السلام، ويدار في إطار السلام، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا التأكيد من الله في كلامه، على “إنَّ الدين عند الله الإسلام”، وعن إنه هو الذي يملك الإسلام، كان أمر لكل المخلوقات، قبل أن تخلق بكن فيكون في وجوب أن تدور في إطار هذا الأمر الإلهي ونطاقه، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن الإسلام ملك لله، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد