(4) إن الدين عند الله… الإسلام
الذي يُعمِّر الدوائر الثلاثة ويملؤها بالسلام هو سلام الإسلام، فالدائرة الأولى قبل الخلق، وفيها الله بذاته وصفاته وأسمائه وكلماته ولا شيء معه، والدائرة الثانية في الخلق في الحياة الدنيا وفيها الكون والإنسان وسائر المخلوقات، والدائرة الثالثة بعد الخلق في الحياة الآخرة.
وهذه الدوائر الثلاثة تُدار بقوة وإحكام بواسطة الدائرة الأولى ومربوطة بالإسلام، والتي تتحكم في الدائرتين، الدائرة الثانية في الخلق في الدنيا، والدائرة الثالثة بعد الخلق في الآخرة، وكلها تدور في دائرة من الخضوع، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا معناه أن الإسلام، موجود في الدوائر الثَلاثة قبل خلقها وأن الدوائر الثَلاثة، تدور في إطار الإسلام، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا له وخصوعًا لإرادته، فالإسلام موجود عند الله، قبل خلق الكون وقبل خلق الإنسان وقبل خلق سائر المخلوقات التي تخدم الإنسان.
الدوائر الثلاثة المتحكمة في مصر الإنسان
وبعد أن أكد الله هذه الحقيقة عنده، وهي “إن الدين عند الله الإسلام”، وأنه في الدوائر الثَلاثة التي تتحكم في مصير الإنسان وخلق الكون وخلق الإنسان وخلق سائر المخلوقات بـ”كن فيكون”، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن الدين عند الله الإسلام في الدوائر الثلاثة الكبرى، التي تتحكم في حياة الإنسان ومصيره في الحياة، تدار امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر