(6) إن الدين عند الله… الإسلام
بعد أن خلق الله الكون وخلق فيه كل أسباب الحياة وجهزه لاستقبال آدم وأبناءه وأحفاده، خلق الله آدم وحواء من جماد خارج الرحم، في صورة تراب بعد خلطه بالماء، فأصبح طين ثم حمأ مسنون بعد تغير رائحته، ثم أصبح صلصال صلب ثم مجوف من الداخل في صورة صلصال كالفخار، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وبعد أن خلق آدم من الصلصال كالفخار المجوف من الداخل، نفخ فيه الله من روحه، فملأت الروح النورانية الفراغات الموجودة داخل الصلصال المجوف، فتحول آدم من جماد إلى إنسان، ممتلئ بالخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة النورانية وعليها قشرة ترابية، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وخلقت حواء مثل خلق آدم من تراب أو من ضلعه الأيسر، فكانت النفس الإنسانية، التي تدير فيها الروح الجسد وتبعث فيه الحياة، حتى يظل الإنسان على قيد الحياة، أمَّا إذا انفصلت الروح عن الجسد، عاد الجسد إلى أصله الترابي وتعود الروح إلى خالقها بموت الإنسان، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
مراحل خلق نبي الله آدم
فكان خلق آدم من جماد في مراحله المختلفة، آية ربانية كبرى ومعجزة إلهية عظمى، تتخطى كل المقاييس الطبية التي تعلمها الأطباء عن مكونات الإنسان، وتتعدى كل الحقائق العلمية، التي عرفها البشر عن خلق الإنسان إلى قيام الساعة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
كما أن الصيانة الذاتية والتجديد الدائم والمستمر، الذي حدث في حياة آدم وحواء على مدار اللحظة، على مستوى الجسيمات الأولية داخل الذرة الواحدة وعلى مستوى الذرات داخل الخلية الواحدة، وعلى مستوى الخلايا داخل النسيج الواحد، وعلى مستوى الأنسجة داخل العضو الواحد، وعلى مستوى الأعضاء داخل الجهاز الواحد، وعلى مستوى الأجهزة داخل الجسم بما فيها الروح والجسد، امتثالًا لأمر الله والاستسلام لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن الدين عند الله الإسلام، في خلق آدم وحواء من التقاء المادة مع الروح، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر