(24) إن الدين عند الله… الإسلام
كما كان خلق الإنسان من جماد وما زال وسيظل، آية من آيات الله العظمى، وأسطورة علمية تدخل في إطار الوهم وتستعلي على كل القدرات العقلية وتتفوق على كل المعجزات العلمية التي فهمها الإنسان بعقله عن تقنية خلق الإنسان وتصويره وعن التقنية التي يتفرد بها، في القيام بالصيانة الذاتية والتجديد لنفسه على مدار اللحظة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
فيتم توزيع كل شيء بدقة متناهية على مستوى الجسيمات الأولية داخل الذرة الواحدة، وعلى مستوى الذرات داخل الخلية الواحدة وعلى مستوى الخلايا داخل النسيج الواحد، وعلى مستوى الأنسجة داخل العضو الواحد وعلى مستوى الأعضاء داخل الجهاز الواحد، وعلى مستوى الأجهزة داخل الجسم الواحد، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وإذا كان جسم الإنسان يتكون من مادة وروح فيكونان معًا النفس، فإن الجسد المادي للإنسان يكون 0.01% من نفس الإنسان، بينما تكون الروح 99.99%، إذا تم معايرتها بالجسد، مما يعني أن مادة الجسد شيء ضئيل للغاية وظيفته احتواء الروح.
معيار الجسد المادي
وأمَّا الجسد المادي، الذي يشمل الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة، والمتمثل بالحامض النووي البشري طبقًا للخريطة الوراثية في 2021، فالمعلوم منه يمثل أقل من 0.01%، بينما المجهول من الحامض النووي البشري يُمثل أكثر من 99.99%.
معنى هذا أن المعلوم علميًّا عن الروح والتي تُمثل 99.99% هو صفر%، بينما المعلوم علميًّا عن الجسد من خلال الخريطة الوراثية للإنسان، والذي يمثل وعاء للروح هو 0.01%، والمجهول من المعلوم يمثل 99.99%، في سلسلة متصلة الحلقات.
وإذا كانت الروح تملأ الجسد عن آخره، فلا يعرف أحد ماهيتها في وجود مادة الجسد الظاهرة ولا طبيعة الروابط المجتمعة، التي تربط بين مادية الجسد ونورانيته، وعما إذا كانت هذه الروابط مادية أم مزيج من المادية والنورانية أم مزيج من النورانية والمادية أم أن المادية ذابت في النورانية فأصبحت نورانية، والنورانية امتزجت بالمادية، فأصبحا شيء واحد، لا يمكن رؤيته والتعرف عليه ولا فهم طبيعة وظيفته داخل الإنسان ومكوناته المادية والنورانية، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فالجسد وروابطة المادية والنورانية، سر مغلق في وجه الإنسان، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر