(25) إن الدين عند الله… الإسلام
البناء المادي للكون في شكله وبنيانه، مع البناء المادي للإنسان في صورته وكيانه، يتم بالتزامن مع البناء الروحي للكون في جوهره وأصله النوراني والبناء الروحي للإنسان في إطاره النوراني، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا” (الإسراء: 85).
معنى هذا أن الإسلام، هو الأساس الذي بني عليه الكون من الألف إلى الياء، ومعنى هذا أيضًا أن الأرض كلها ملك للإسلام وأتباعه وعلى هذا الأساس، فكل من يدعي أن المسلمين غزاة أو محتلين لبلد من البلاد، لا يفهم عن الله شيء، فالعكس هو الصحيح.
فإذا كان الله قد خلق الكون وما فيه من مخلوقات وخلق الأرض وما فيها من كائنات، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، معنى هذا أن الكون وما فيه ملك للإسلام، والأرض وما فيها ملك للإسلام، وأن غير المسلمين في بلاد العالم المختلفة هم الغزاة والمحتلين وليس المسلمين، لأن الله الذي خلق الكون، أوجد فيه كل أسباب استبقاء الحياة للإنسان.
كل المخلوقات تدور حول نفسها
ومن العجيب أن كل المخلوقات الموجودة في الكون وتعيش فيه، تدور حول نفسها وتقوم بانتظام بعمل الصيانة الذاتية لمكوناتها، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
فالكون بأجرامه وما فيه من الكواكب والنجوم والمجرات، يقوم بعمل الصيانة الذاتية لنفسه وتجديد مكوناته، على مدار اللحظة منذ أن خلقه الله، من حوالي 15 مليار سنة، وحتى قيام الساعة، دون وجود خلل في ظاهره أو باطنه، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
والإنسان بخلاياه وأنسجته وأعضاءه وأجهزته، يقوم بعمل الصيانة الذاتية من تلقاء نفسه، وتجديد مكوناته على مدار اللحظة، منذ أن خلق الله الإنسان وإلى قيام الساعة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
فلولا هذه الصيانة الذاتية والتجديد الدائم والمستمر والمتكرر للكون والإنسان وسائر المخلوقات التي تخدمه، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته والخضوع له في إطار الإسلام، ما خلق الله الكون والإنسان، وما عاش الكون وما فيه لحظة واحدة من عمر الزمان.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن الكون وما فيه من مخلوقات ملك للإسلام، وأن الصيانة الذاتية التي تتم في الكون والإنسان وسائر المخلوقات، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر