(26) إن الدين عند الله… الإسلام
بالرغم من وجود تناغم في الكون بين مختلف المخلوقات في الكواكب والنجوم والمجرات، وفي الحيوانات والطيور والحشرات وفي النباتات وفي الجمادات وفي الكائنات الدقيقة.
فالكل يدور في إطار من الانضباط والاتزان المادي والمعنوي ويعطي للإنسان صورة من صور الطهارة والصفاء والنقاء في الكون، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
إلا أن الإنسان لم يهتم بالطهارة المادية ولم يحافظ على الطهارة المعنوية، ولم يرتقِ إلى مستوى النقاء، الذي يتميز به الكون في إدارة ذاته أو تميزت به روحه في تغلبها على مادية جسده، فكان بديل الطهارة والنقاء الذي يجب أن يتميز به الإنسان الرجس والقذارة المادية، والنجاسة المعنوية.
وقوع الإنسان في المخالفات الجسيمة
فوقع الإنسان في الكثير من المخالفات الجسيمة وأصيب بالكثير من المخلفات الأخلاقية، والتي ظهرت في صورة أمراض حادة ومزمنة، وظهرت أعراضها الكثيرة، فشملت كل خلايا جسده وكانت علاماتها ظاهرة في الكذب والنفاق والغش والتدليس والخداع والخبث واللؤم والأنانية والفحش في القول باللسان والعمل بالجوارح والاحتيال والتزوير والاحتيال وشهادة الزور والفواحش ما ظهر منها وما بطن، والذي يطارد الإنسان في كل شيء في حياته، في أخلاقه ومخلفاته، إلا ما رحم الله.
فغرق الإنسان في شر أعماله، وأحاطت به النجاسة المادية والمعنوية، من قمة رأسه إلى أخمص قدميه ولاحقته القذارة في كل خطواته، بالرغم من أن حياته قائمة على الطهارة والنقاء والتكريم في خلاياه وأنسجته وأعضاءه.
ولكنه بجهله وغروره “داس” على أخلاقه وضيَّع قيمه وتحلل من مبادئه، التي تدعوه إلى الطهارة وتحترم في مكونه النقاء، الذي من أجله خلق الكون ومن أجله خلق الإنسان، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
ولكن هيهات هيهات، فلم يتعظ الإنسان من الحياة من الذي فات، ومن الذي هو آت ولن يعود كما كان إلى العهد والميثاق، الذي أخذه عليه ربه في عالم الذر وعالم المشاهدة، فوقع في شر أعماله وحبائل النفس الأمارة بالسوء، ودفعه الشيطان إلى النكوص بالعهد، الذي أخذه على نفسه في عالم الذر وعالم الحياة، فوقع في حبائل الشيطان بل وأصبح أخطر من الشيطان على أمثاله من بني آدم.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن الكون والإنسان وسائر المخلوقات، تدور في دائرة من الطهارة والحسن والنقاء، التي يجب أن يتميز بها الإنسان، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر