(59) إن الدين عند الله… الإسلام

الدين عند الله الإسلام، يؤكد حقيقة أن كل شيء في الكون يدور في هذا الإطار وبعد انتهاء حقبة الكون الذي نعيش فيه وينتهي فيه زمان وجوده وما فيه من مخلوقات وبعد انهياره في لمح البصر يتم استبداله بكون آخر في لحظات.

ومع عملية الإحلال والتبديل للكون، يبدأ ماراثون الآخرة في الانطلاق، وفيه يقدم كل إنسان كشف حساب على النعم التي أعطاها الله له ومنحها إياه، وما قدم في حياته الدنيا، من خير أو شر، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

فيعود الإنسان إلى الآخرة في لحظات، كما جاء إلى الدنيا في لحظات وينتقل من الدنيا إلى الآخرة، بسبعة أمور شاهدة عليه، فقد أتى إلى الدنيا من حفرة تسمى رحم إلى حفرة تسمى قبر وأتى إلى الدنيا وهو عريان ويخرج منها عريان، وأتى إلى الدنيا وحيدًا ويخرج منها وحيدًا.

وأتى إلى الدنيا وهو يبكي ويخرج منها وهو يبكي وأتى إلى الدنيا دون اسم ويخرج منها دون اسم وأتى إلى الدنيا رغم عن أنفه ويخرج منها رغم عن أنفه وأتى إلى الدنيا ومصيره مجهول ويخرج منها ومصيره مجهول إلا إذا كان على يمين الواحد الله، فعرف الله وأمن بوجوده، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

تلخيص حياة الإنسان في 7 أمور

 فحياة الإنسان في الدنيا وحياته في الآخرة، يمكن تلخيصها في هذه الأمور السبعة، دون زيادة أو نقصان، حتى يعرف حقيقة نفسه ومكانه في الدنيا ومكانته في الآخرة وهذه السبعة تشيعه إلى مثواه الأخير كما شيعته في الدنيا.

فتنقله من الدنيا إلى الآخرة، والسبعة هي: حفرة، عريان، وحيدًا، يبكي، دون اسم، رغم عن أنفه، ومصيره مجهول.

قال تعالى: “وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ” (الأنعام: 94).

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فكما جاء الإنسان إلى الدنيا بسبعة سيخرج منها بنفس السبعة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر