(67) إن الدين عند الله… الإسلام
قد يكون النوم في النعاس وهو الذي يمثل النوم الخفيف ويبدأ في بداية الاستعداد للنوم.
قال تعالى: “إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ علىكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ” (الأنفال: 11).
وقد يكون النوم هجوع وراحة متقطعة بالليل، فالنوم يكون فيه متقطع لا متواصل، وفيه الإنسان يستسلم للنوم العميق، ثم يستيقظ مرة أخرى، فينام ويستيقظ بشكل متقطع، وهو ما يسمى بالهجع.
قال تعالى: “كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ” (الذاريات: 17).
وقد يكون النوم طويل وعميق، ويستغرق عشرات السنوات في فاقدي الوعي والحوادث، وقد يصل إلى عقود بمئات السنوات، كما في أصحاب الكهف الذين رقدوا 309 سنة.
قال تعالى: “وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ إلىمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عليهمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا” (الكهف: 18).
وما بين النوم في الحياة الذي يمثل الموتة الصغرى، والحياة في الموت الذي يمثل الموتة الكبرى، والتي يمر فيها الإنسان بالكثير من الصعاب، التي يجب عليه إدراكها قبل فوات الأوان، لأن نهاية الدنيا بالآخرة، لا يوجد فيها تعقيب ولا استئذان، ولكن نهاية لحياة في الدنيا، وبداية لحياة في الآخرة، لا نهاية فيها للزمان ولا المكان، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الآخرة لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ” (العنكبوت: 64).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يجمع فيه الإنسان في النوم بين الغفوة والهجع والنوم الطويل، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر