(68) إن الدين عند الله… الإسلام
تحدثت باختصار في هذه المقالات، عن أن الدين عند الله الإسلام قبل خلق الدنيا وإن الدين عند الله الإسلام في الدنيا، وإن الدين عند الله الإسلام في الآخرة، باعتبارها الحصاد الذي يحصد فيها الإنسان، أعمال الخير القائمة على طاعة الله وأنبياءه ورسله.
في مقابل طاعة الإنسان لله في الدنيا، والتزامه بأوامره والانتهاء عما نهى عنه، ففضل الله على الإنسان عظيم، وعلى هذا الإنسان إدراك هذا الفضل وتلك النعمة، وإدراكها قبل فوات الأوان، امتثالًا لأمر الله والاستسلام لإرادته في إطار الإسلام.
ومن اللافت للنظر، نلاحظ أن القرآن الكريم يلفت النظر إلى هذه الحقيقة، باعتباره الكتاب الوحيد، الذي تحدث بالتفصيل عن قضية خلق الكون وآلية عمله بشكل علمي ممنهج، ثم تحدث عن المسارات المختلفة التي سوف يسلكها الكون في الدنيا، ثم تحدث عن المسار الذي سوف يسلكه الكون في الآخرة، وربط بين عمليات الخلق هذه والمسارات المختلفة للكون ووضعها في إطار علمي قوي ومتين.
فالإشارات القرآنية التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني العلمية المتعلقة بخلق الكون ووجوده، انطلاق من معناه العلمي عند الحديث عن أهمية الماء ووجوده في الحياة، والذي كان لها الأثر العميق في خلق الكون والإنسان وكل المخلوقات.
فقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة العلمية، وراء خلق الكون ووجوده، بل قل الآيات المعجزة التي تتحدث عن أن الماء، والذي يعتبر أصل الحياة وسبب وجودها.
قال تعالى: “أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ” (الأنبياء: 30).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن الكون وما فيه من مخلوقات خلق من الماء، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر