(69) إن الدين عند الله… الإسلام
كل الحقائق العلمية المطروحة على بساط البحث أو التي قتلت بحثًا، تؤكد هذه الحقيقة القرآنية التي تحدثت عن خلق كل شيء من الماء.
فمن الماء خلقت السماوات والأرض، ومن الماء خلقت الملائكة والجن والإنسان، ومن الماء خلقت الحيوانات والطيور والحشرات والنبات والجمادات والكائنات الدقيقة مثل الميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات.
فخلق الكون وما فيه من مخلوقات، من ذرة واحدة من الهيدروجين من جزيء من الماء، كما اتفق علماء الطبيعة والطب والفلك والفيزياء، في كل الأبحاث التي لها علاقة بالكون والإنسان وما فيه من مخلوقات، باعتبار أن ذرة الهيدروجين، تُمثل جزء من الماء الذي يتكون من ذرتين من الهيدروجين وذرة ومن الأكسجين.
أهمية القرآن الكريم
وكان القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد، الذي ربط بين خلق السماوات والأرض والماء، الذي تحت عرش الرحمن.
قال تعالى: “وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍۢ وَكَانَ عَرْشُهُۥ عَلَى ٱلْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِنۢ بَعْدِ ٱلْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنْ هَٰذَآ إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ” (هود: 7).
ثم استقر خلق الكون وما فيه من مخلوقات، على حالته التي نشهدها جميعًا، ويقوم بعملية الصيانة الذاتية لنفسه بنفسه وإعادة تدوير مخلفاته، دون أن يجد لها الإنسان أثر في الحياة، إنما هي تقنية إلهية، تتعدى كل ما وصل إليه البشر من علم ومعرفة، باعتبار أن الكون آية عظمى بنيت على النسق العلمي الذي يتعدى حدود عقل الإنسان.
ومن هنا كانت أهمية الإشارات القرآنية التي تكلمت عن تمدد السماء بشكل علمي وتقني محكم، وهذا التمدد يحتاج إلى طاقة هائلة، تنتجها المخلوقات التي تعيش في الكون على خيراته، بشكل ذاتي محكم.
قال تعالى: “وَٱلسَّمَآءَ بَنَيۡنَٰهَا بِأَيۡيْدٖ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ” (الذاريات: 47).
والاتساع الذي يحدث في السماء والتمدد القائم على قدم وساق، موقوت بتوقيتات محددة، ويحمل في طياته عمره الافتراضي وعوامل فناءه، فمجرد انتهاء عمر الكون الافتراضي تنهار السماء ويتساقط بنائها، وتبدأ مراحل انتهاء الدنيا والدخول في مراحل الآخرة.
قال تعالى: “إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ” (الانشقاق: 1- 2).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن الطاقة الذاتية الكامنة في جنبات الكون هي التي تمده بالوقود اللازم لتمدد السماء وتوسعها وبقائها إلى حين، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد