(76) إن الدين عند الله… الإسلام
كانت نهاية رحلة الإسراء من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، إعلان من الله للكرة الأرضية وما فيها من مخلوقات، بحيازة الإسلام للكرة الأرضية، وما فيها من منهج إلهي وانتقالها إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم.
وكانت نهاية رحلة المعراج في السماوات العلا ومقابلات محمد صلى الله عليه وسلم، مع سكان الملأ الأعلى وما فيها من ملائكة وأنبياء ومرسلين، مثل نوح عليه السلام في السماء الأولى، وعيسى ويحيى عليهما السلام في السماء الثانية ويوسف عليه السلام في السماء الثالثة، وإدريس عليه السلام في السماء الرابعة، وهارون عليه السلام في السماء الخامسة، وموسى عليه السلام في السماء السادسة، وإبراهيم عليه السلام في السماء السابعة، إعلان من الله للسماوات السبعة وما فيها من مخلوقات، بانتقال خلافة الملأ الأعلى وما فيها من مخلوقات، إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعد انتهاء الرحلة الأرضية في الإسراء من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، والتي تسلم فيها محمد صلى الله عليه وسلم، مهام الخلافة المادية للأرض من قلب مكة المكرمة، والخلافة المعنوية في المنهج للأرض من قلب بيت المقدس، فانتقلت على إثرها الخلافة المادية والمعنوية إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم.
بداية رحلة المعراج
بدأت رحلة المعراج بصعود محمد صلى الله عليه وسلم، بصفته ممثل للخلافة في الأرض عن البشرية والعالم، ومعه جبريل وميكائيل عليهما السلام بصفتهما الملائكية ممثلين عن الملأ الأعلى، ومعهم البراق بصفته النورانية إلى السماوات العلا والملأ الأعلى.
وفي هذه الرحلة، قابل محمد صلى الله عليه وسلم، سكان الملأ الأعلى وتكلم معهم وتحدث إليهم عن الإسلام ودعاهم إليه، وتوج محمد صلى الله عليه وسلم، بالخلافة النورانية لسكان الملأ الأعلى، بما فيهم جبريل وميكائيل عليهما السلام، والملائكة أجمعين.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن الهدف من رحلة الإسراء والمعراج، كان انتقال خلافة الأرض والسماوات السبعة إلى الإسلام في شخص محمد صلى الله عليه وسلم، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر