(12) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
إذا كان الدور، الذي قام به جبريل عليه السلام، محدودًا جدا، في جمع القرآن الكريم، وكان دور الرسول صلى الله عليه وسلم، في جمع القرآن الكريم، محدودًا جدًا، بناء على أوامر عليا، وكان من الواضح أن الدور كله، كان لله سبحانه وتعالى، في جمع كتابه القرآن الكريم، كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، مصداقًا لقوله تعالى، لرسوله صلى الله عليه وسلم: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة 16- 19.
ولو كان هناك دور، لأمين السماء جبريل عليه السلام، أو لأمين الأرض محمد صلى الله عليه وسلم، لأشار الله سبحانه وتعالى إلى هذا الدور، في آيات القرآن الكريم، وبدلًا من أن يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)، لقال إن على جبريل (عليه السلام)، جمعه وقرآنه، أو إن على محمد (صلى الله عليه وسلم)، جمعه وقرآنه.
إشارات واضحة
ولكن الإشارات، كانت واضحة وصريحة، دون لبس أو غموض، من أن الله سبحانه وتعالى، هو الذي تولى جمع كتابه بنفسه، كتاب مكتوب في السطور قبل نزوله وبعد نزوله، وقرأه الله بنفسه، قبل نزوله وقبل أن يقرأه أحد، وكتبه الله سبحانه وتعالى بلغة العرب، وقرأه الله سبحانه وتعالى بلغة العرب، وكان الأمر من الله سبحانه وتعالى، إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، واضح وظاهر، في أن يتبع ما يُقرءعليه، من القرآن الكريم، من قبل الله سبحانه وتعالى.
ولكن الفرق الجوهري، بين دور أمين السماء جبريل عليه السلام، ودور أمين الأرض محمد صلى الله عليه وسلم، في أن جبريل عليه السلام، اطلع على القرآن الكريم، في بيت العزة، كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية،كتابًا وقرآنًا عربيًّا، جملة واحدة مرتبًا ومنسقًا، بأحرفه، وكلماته، وآياته، وأجزائه، وأحزابه، وسوره البالغة مائة وأربعة عشرة سورة، أما محمد صلى الله عليه وسلم فكان فقط يتلقى القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، بواسطة جبريل عليه السلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر