(11) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
كما يعلم المسلمون من خلال أيات القرآن الكريم، أن الذي أنزل القرآن الكريم مكتوبًا ومقروءً باللغة العربية، على محمد صلى الله عليه وسلم، وكتبه وقرأه باللغة العربية، هو الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عربيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) يوسف 1-2.
فأنزل الله القرآن الكريم، كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، مجموعًا ومضمومًا ومكتوبًا باللغة العربية، من بيت العزة في السماء الدنيا بواسطة جبريل عليه السلام، على محمد صلى الله عليه وسلم، والذي جمعه على نسق الجمع الأول، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا) الإنسان 23.
فهل يتصور أحد من عامة المسلمين وخاصتهم، أو من غيرهم، أنه بالرغم من المنزلة الكبري، و المكانة العظمى، لجبريل عليه السلام عند ربه، إنه كان من الممكن، بمقدوره هو لوحده، أن يقوم بجمع القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، بالرغم من هذه المكانة وتلك المنزلة عند ربه؟ بالطبع لا، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍإِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) الدخان 3.
وهل يتصور أحد من عامة المسلمين وخاصتهم، أو من غيرهم، أنه بالرغم من هذه المنزلة الكبرى، والمكانة العظمي، لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند ربه، إنه كان من الممكن، بمقدوره هو لوحده، أن يقوم بجمع القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، بالرغم من هذه المكانة وتلك المنزلة عند ربه ؟ بالطبع لا، قال تعالي: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) القدر 1.
وإذا كان كل من جبريل عليه السلام، ومحمد صلى الله عليه وسلم، لا يستطيع كل منهما لوحده، أن يقوم بجمع القرآن الكريم، كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، جملة واحدة، مرتبًا ومنسقًا، بأحرفه، وكلماته، وآياته، وأجزائه، وأحزابه، وسوره البالغة مائة وأربع عشرة سورة، إلا بأوامر عليا من الملأ الأعلى، متمثلة في الأوامر التي يتلقاها جبريل عليه السلام، مباشرة من الله سبحانه وتعالى، حتى يتمكن من إعادة جمع القرآن الكريم جملة واحدة، على نسق الجمع الأول الموجود في اللوح المحفوظ، والذي اطلع جبريل عليه السلام علي النسخة الأصلية من القرآن الكريم ، في بيت العزة، قال تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22) البروج21- 22.
فهل يستطيع أحد من الصحابة الكرام، القيام بواجب جمع القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، جملة واحدة، مرتبًا ومنسقًا، بأحرفه، وكلماته، وآياته، وأجزائه وأحزابه، وسوره البالغة مائة وأربع عشرة سورة، في كتاب جامع يتلى إلىقيام الساعة؟ بالطبع لا.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر