(35) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
من الملاحظ أن الإشارة إلى الكتاب، لا تكون إلا إذا كان هناك كتاب مكتوب، له عنوان وله مقدمة وله خاتمة، وإذا كانت الحروف المقطعة، هي التي بنيت عليها الكلمة، والكلمة بنيت عليها اللغة، فإن الكلمة مع مجموعة من الكلمات تكون جملة، والجملة مع مجموعة من الجمل تكون عبارة، والعبارة مع مجموعة، من العبارات تكون سطرًا، والسطر مع مجموعة من الأسطر، تكون صفحة، والصفحة مع مجموعة من الصفحات، تكون فصلًا، والفصل مع مجموعة من الفصول يكون بابًا، والباب مع مجموعة من الأبواب يكون كتابًا، والكتاب لا يكون كتابًا إلا إذا كان مكتوبًا في كتاب بلغته، وله عنوان، وله مقدمة وله خاتمة.
ومن الملاحظ أن الكتاب الكريم، في المرحلة الأولى من بزوغ نجمه، من عند الله سبحانه وتعالى، كتابًا وقرآنًا، فيه إشارة غير مباشرة من الكتاب والقرآن إلى اللغة العربية، بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى لم يشر إليها بشكل مباشر، في المرحلة الأولى، ولم يتكلم الله سبحانه وتعالى عن ذلك، ولم يشر إليه في آية من آيات القرآن الكريم، وبالرغم من ذلك سماه الله سبحانه وتعالى، كتابًا، يتكون من أحرف، وكلمات، وآيات، وسور، له عنوان،القرآن الكريم، وله بداية في سورة الفاتحة، وله خاتمة في سورة الناس.
المرحلة الأولى في نزول القرآن
فأهمية المرحلة الأولى في نزول القرآن الكريم، تكمن في كونها، المرحلة التي نزل فيها، الكتاب والقرآن، من عند الله سبحانه وتعالى، كتاب مكتوب في كتاب، جملة واحدة، والتي تؤكد على أنه نزل مجموعًا في كتاب، كتبه الله سبحانه وتعالى، قبل أن يكتبه ويجمعه أحد، وتؤكد أنه قرآن مجموع ومضموم في سور، ونزل مقروءً في قرآن مكتوب ومقروء، قرأه الله سبحانه وتعالى، قبل أن يقرأه أحد.
وكان القسم، من الله سبحانه وتعالى، في الحروف المقطعة بالكتاب والقرآن، تأكيد لهذا المعني، ودليلًا قاطعًا على أنه كتاب مجموع ومقروء قبل نزوله، وكانت الإشارة، إلى القلم، والذي سطر الله سبحانه وتعالى به كتابه، لأول مرة، قبل نزوله، وقبل أن يحمل الكتاب اسمه، دليلًا قاطعًا على عظم ومكانة وعلو شأن القلم في كتابه القرآن الكريم، وفيه يستخدم القلم لأول مرة، ودليلًأ على أهميته القصوى، في حياة البشر، وإدارة شئونهم.
فنزل القرآن الكريم، في المرحلة الأولى، كتابًا وقرآنًا، من عند الله سبحانه وتعالى، محفوظًا في ذات أحرفه وكلماته وآياته وسوره النورانية، كتابًا وقرآنًا، ونزل في كتاب، مكتوب ومسطور بالقلم، جملة واحدة، مرتبًا ومنسقًا، بأحرفه، وكلماته، وآياته، وأجزائه، وأحزابه، وسوره، البالغة مائة وأربع عشرة سورة، قبل نزوله إلى الأرض مفرقًا.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
2 تعليقات