(38) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
تبرز أهمية الحديث عن المرحلة الثانية، في نزول القرآن الكريم، كتابا مكتوبًا في كتاب باللغة العربية ومقروءًا، باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، إلى الثراء اللغوي الضخم، الذي تتميز به هذه اللغة في ألفاظها ومعانيها، وارتباطها بمتطلبات الإنسان، والتصاقها بشكل مباشر بكل شأن من شئون حياته، وتدل على مدى قدرتها على استيعاب كل المفاهيم والكلمات والمعاني التي يتم تداولها بين البشر والمخلوقات، على امتداد الكون بما فيه من سبعة سموات وسبعة أراضين.
فكان القرآن الكريم كتاب مكتوبًا في كتاب باللغة العربية، ومقروء باللغة العربية، قبل خلق الكون، وفيه إشارات عميقة وبليغة إلى خصوصية هذه اللغة، وتميزها عن غيرها من اللغات، فعدد السورفي القرآن الكريم، التي ذكر فيها اسم اللغة العربية ولسانها وحكمها، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، بشكل مباشر، وعلى وجه الخصوص، عشر سور (10 سور)، وإحدى عشرة آية (11 اية )، فأتى اسم العربية بكلمة، عربي في ست سور (6 سور) وسبع آيات (7 آيات )، ولسان عربي في ثلاثة سور (3 سور) وثلاثة آيات (3 آيات)، وحكم عربي في سورة واحدة (1 سورة ) وآية واحدة (1 آية).
كتابة القرآن باللغة العربية
بينما كتب القرآن الكريم كله وقرأ كله، على وجه العموم، باللغة العربية، بأحرفها البالغة ثمانية وعشرون حرفًا، كتابًا مكتوبًا في كتابًا، باللغة العربية، في كل أحرفه البالغة ثلاثمائة وعشرون ألفًا وخمسة عشر حرفًا، على وجه التقدير، (320015 حرفًا)، وكلماته البالغة سبعة وسبعون ألفًا وأربعمائة وتسعة وثلاثون كلمة، على وجه التقدير، (77439 كلمة)، وفي آياته البالغة ستة آلاف ومائتين وست وثلاثون آية، على وجه التقدير، (6236 آية).
وهذا معناه أن القرآن الكريم، قد أخذ اسمه، باللغة العربية، في المرحلة الثانية على وجه الخصوص، أما على وجه العموم، فقد كان مكتوبًا ومقروءًا، باللغة العربية، في كل مراحله السبعة.
واللغة العربية، فيها إشارة إلى المرحلة الثانية، التي نزل فيها القرآن الكريم، باسمها العربي، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، والذي حمل عنوانه العربي، بعد نزوله مباشرة من عند الله سبحانه وتعالى، كتابًا وقرآنًا، وفيه تذكير للعرب بأن القرآن الكريم، نزل مكتوبًا بلغتهم تكريمًا لهذه اللغة، وتكريمًا لمن يقرأه بها، فلعل العرب، يعرفون مافيه من الوعيد، ولعلهم يفهمون معانيه، ويتدبرون آياته ويعقلونها ويعملون بهديه، فيحكمون بين الناس بالحق والعدل، وبمافيه مختلفون، حتىيعيشوا في نعيم ربهم، ويأمنوا عذابه في الدنيا والآخرة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر