(46) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
من الأهمية التي يمكن استنباطها، من نزول القرآن الكريم، في المرحلة الثالثة في اللوح المحفوظ، يلاحظ أن القرآن الكريم، حفظ بنسخته الأصلية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، في اللوح المحفوظ، وهو يحتوي منظومة من كل الأحرف، وكل الكلمات، وكل الآيات، وكل السور في كتاب مكتوب باللغة العربية، وقرآن مقروء باللغة العربية.
ومن المعاني، التي يمكن استنباطها من المرحلة الثالثة في حفظ القرآن الكريم، في اللوح المحفوظ، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، أن هذه المرحلة عبرت عن كل المراحل السبعة، التي نزل بها القرآن الكريم، ففي المرحلة الأولى، نزل القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا، محفوظًا في ذاته، كتابًا وقرآنًا.
المرحلة الثانية
وفي المرحلة الثانية، نزل القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، محفوظًا في ذات اللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، وفي المرحلة الثالثة حُفظ القرآن الكريم في اللوح المحفوظ، محفوظًا في ذاته، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، ومحفوظًا في اللوح المحفوظ حفظ عام، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، وفي المرحلة الرابعة انتقلت نسخة من النسخة الأصلية، محفوظًا في ذاتها وفيها حفظ اللوح المحفوظ، إلى بيت العزة، كتابًا وقرآنًا عربيًّا.
وفي المرحلة الخامسة، اطلع جبريل عليه السلام، على النسخة الأصلية للقرآن الكريم، وفي ذاته معنى الحفظ، وفيه حفظ اللوح المحفوظ، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، وفي المرحلة السادسة، نزل به جبريل عليه السلام مفرقًا، وفي ذاته معنى الحفظ
، وفيه حفظ اللوح المحفوظ، كتابًا وقرآنًا عربيًّا،على محمد صلى الله عليه وسلم، ونقل في المرحلة السابعة، وفي ذاته معنى الحفظ وفيه حفظ اللوح المحفوظ، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، إلى صحابته من كتاب الوحي وغيرهم.
وهذا معناه أن القرآن الكريم قد حفظ نورانيًّا ست مرات، في المراحل الخمس النورانية التي مر بها في نزوله في الملأ الأعلى، قبل نزوله إلى الأرض، فحُفظ حفظًا خاصًّا في ذاته، في المراحل الخمس النورانية، وحُفظ حفظًا عامًّا في المرحلة الثالثة في اللوح المحفوظ، ثم نقل القرآن الكريم، إلى الأرض بعد حفظه في المراحل النورانية الخمسة، في الملأ الأعلى.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر