(52) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
صحيح أن بيت العزة موجود في السماء الدنيا، كما أشار اليه عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما، كونه نزل منه القرآن الكريم، في ليلة القدر، لكن لم يذكر باسمه، في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، ولكن هناك إشارات قرآنية كثيرة، في القرآن الكريم، تدل على وجود بيت العزة، في السماء الدنيا.
فكل إشارة إلى السماوات السبعة بشكل عام، وكل إشارة إلى السماء الدنيا بشكل خاص، مطوي في ذاتها معنى بيت العزة، كما أن كل إشارة إلى الأشياء الموجودة، في السماوات السبعة، مثل البيت المعمور وسدرة المنتهى، مطوي فيها إشارات تدل على وجود بيت العزة في السماء الدنيا.
وكل حرف وكل كلمة وكل آية وكل سورة من سور القرآن الكريم، مطمور في ذات مكوناتها، وفي معناها، معنى بيت العزة في السماء الدنيا، وكان هذا البيت هو الحاجز والفاصل، بين سكان الملأ الأعلى وبين سكان أهل الأرض، وكان نزول جبريل عليه السلام منه دليل على مكانته عند الله.
خصوصيات بيت العزة
كما أن بيت العزة له خصوصية ومكانة، إختصه الله بها دون غيره من البيوت المنتشرة على امتداد السماوات السبعة، فهو المكان الذي جهزت فيه الملائكة النسخة الأصلية للقرآن الكريم، كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية، بعد أن وصل سكان أهل الأرض إلى مرحلة من النضوج العقلي والفكري، الذي يمكنهم من استيعاب القرآن الكريم، فنزل به جبريل عليه السلام.
فالسموات السبعة بشكل عام، والسماء الدنيا بشكل خاص، لها أعمدة ولها سقف، وفيها نجوم، وفيها بيوت، ولها أبواب، ويبدو أن نموذج الأرض، الذي نراه أمام أعيننا، في تفاصيل البيوت والشوارع والمدن والقارات، نسخة مكررة ونموذج موجود، على غرار نموذج السماوات السبع، وسكان الملأ الأعلى من الملائكة وغيرهم.
بيت العزة موجود في السماء الدنيا، باعتباره يمثل المرحلة الرابعة، التي احتضنت القرآن الكريم بنسخته الأصلية، كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية، ومن ثم نزل القرآن الكريم، من الملأ الأعلى، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، وفيه تمثل السماء الدنيا جزءًا من السماوات السبعة، والتي ذكرت في القرآن الكريم، في نحو ستين سورة (60 سورة )، وفي نحو مائة وتسعين آية (190اية).
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر