(74) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
بعد الحديث المتواصل عن المراحل النورانية الخمسة التي نزل بها القرآن الكريم، كتابًا مكتوبًا في كتاب باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، في مراحل متتابعة، من مرحلة إلى أخرى في الملأ الأعلى، استنادًا على آيات القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، كان في كل مرحلة يتم حفظه بشكل خاص، ثم كان الحفظ العام في اللوح المحفوظ.
قال تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)) البروج 21- 22.
ومن الملاحظ أن معاني الحفظ المستنبطة في المراحل السماوية الخمسة، أن القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، فيه معنى الحفظ في المراحل النورانية الخمسة التي نزل فيها القرآن الكريم من الملأ الأعلى، والتي مر بها قبل نزوله، إلى الأرض مما يؤكد على أنه كان محفوظًا بشكل متواصل في كل مراحل نزوله.
المرحلة الأولى
فالمرحلة الأولى فيه معنى الحفظ الخاص، كتابًا مكتوبًا في كتاب، كتابًا وقرآنًا، وفي المرحلة الثانية فيه معنى الحفظ الخاص باللغة العربية، كتابًا مكتوبًا في كتاب، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، وفي المرحلة الثالثة فيه معنى الحفظ العام والخاص، كتابًا مكتوبًا في كتاب باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، وفي المرحلة الرابعة فيه معنى الحفظ الخاص، كتابًا مكتوبًا في كتاب باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، وفي المرحلة الخامسة فيه معنى الحفظ الخاص، كتابًا مكتوبًا في كتاب باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا.
وهذا معناه أن القرآن الكريم، كتابًا مكتوبًا في كتاب باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، كان يتم حفظه وأرشفته بشكل تلقائي، في كل مرحلة من مراحل نزوله الخمسة النورانية، ولكن تتميز المرحلة الثالثة في اللوح المحفوظ بالحفظ العام والحفظ الخاص، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، بينما في المراحل الأخرى كان الحفظ خاصًّا.
ففي المرحلة الأولى نزل القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا، من عند الله سبحانه وتعالى، محفوظًا في ذات أحرفه وذات كلماته وذات آياته وذات سوره النورانية كتابًا وقرآنًا، وفيه معنى اللغة العربية، قبل أن يأخذ اسم اللغة العربية التي كتب بها، ولا القراءة باللغة العربية التي قرأ بها، فكان محفوظًا في ذاته النوراني.
المراحل النورانية الخمسة
وفي المرحلة الثانية، أكد الله سبحانه وتعالى على عربيته، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، وحفظ القرآن الكريم، حفظًا في ذات أحرفه وكلماته وآياته وسوره النورانية باللغة العربية التي كتب بها فكان، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، محفوظًا في أحرفه باللغة العربية، وفي المرحلة الثالثة، حفظ القرآن الكريم، في اللوح المحفوظ، الحفظ الخاص في ذات أحرفه وكلماته وآياته وسوره النورانية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، مثل حفظ المرحلة الأولى، كتابًا وقرآنًا، ومثل حفظ المرحلة الثانية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا.
ولكن حظي حفظ القرآن الكريم، في اللوح المحفوظ بالحفظ العام، بالإضافة إلى الحفظ الخاص مثل المراحل السابقة عليه، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، فحاذ القرآن الكريم على الحفظ المزدوج في اللوح المحفوظ، الحفظين، الحفظ والعام والحفظ الخاص.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر