(95) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
كل حرف وكل كلمة وكل آية وكل جزء وكل حزب وكل سورة من سور القرآن الكريم، لها مدلول علمي، يربط القرآن الكريم بخلق الكون وما فيه من مخلوقات، وخلق الانسان والحياة.
ومن هنا، كان لكل حرف مبني وكان لكل حرف معني، في نطاق الاسم والمسمي، وكل مجموعة من الحروف تكون كلمة لها معني ومدلول علمي.
وإذا كان الحرف هو أصل الكتاب، فإن كل مجموعة من الحروف تكون كلمة، وكل مجموعة من الكلمات تكون جملة، وكل مجموعة من الجمل تكون عبارة، وكل مجموعة من العبارات تكون سطر في أسطر في صفحة، ومع مجموع الصفحات، يتكون الفصل، ومع مجموع الفصول يتكون الباب، ومع مجموع الأبواب يتكون الكتاب في كتاب، مكتوب له عنوان، وله مقدمة وله خاتمة.
القرآن الكريم
فهكذا القرآن الكريم، كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية، يتكون من الأحرف المقطعة، التي تكون كلمة، وكل مجموعة من الكلمات، تكون أية، وكل مجموعة من الأيات، تكون سورة، وكل مجموعة من السور تشكل جزء، وكل مجموعة من الأجزء تكون حزب، وكل مجموعة من الأحزب تكون سورة، وكل السورمجموعة، وعددها مائة وأربعة عشرة سورة، تكون القرآن الكريم.
فهو كتاب علم مشتق من القراءة، لان اسمه القرآن الكريم، وهو كتاب علم مشتق من الكتابة، والتي بدونها لا يكون فيه علم ولا يوجد معرفة ، فهو القرآن وهو الكتاب، الذي يجمع بين دفتيه كل الوان العلم والمعرفة التي يعرف من بعضها بعض من البشر، والتي لن يعرف البشر عنها شيء يذكر إلي قيام الساعة.
ومعرفة البشرالعلمية قليلة جدا بتقدير العلم المادي للجسد، الذي لا يتعدي 0.01 %، في الحد الأدني عند مادية الإنسان ومكونه الأساسي، و 99.99 % بتقدير العلم المتعلق بالروح النورانية، والتي لا يعرف عنها الإنسان شيء، لانها غيب ومجهولة عنه، ولا يعرف عنها شيء يذكر.
ومن هنا تتبدي، عظمة القرآن الكريم، في مكونه الأساسي، من الأحرف والكلمات بظاهرها المادي ومحتواها النوراني، الذي لا يعرف عنه أحد شيء من البشر، إلا في حدود ماسمح لهم أن يعرفوه، بحدود طاقته المادية التي تمثل اقل من 0.01 %، وحتي هذه النسبة المادية المجهول منها 99.99%، والمعلوم من المجهول منها لا يتعدي 0.01% في سلسلة متصلة للحلقات.
السر في خلق الكون
وهذا معناه، أن السر المكنون موجود، في خلق الكون وخلق الإنسان، فكلما بحث الإنسان في علم، خرج الإنسان من عدم ودخل في عدم أخر، لإنه ببساطة شديدة، لم يشاهد خلق الكون ولا خلق نفسه، مصداقا لقوله تعالى: (مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) الكهف 51
فإذا كان الإنسان، بعقله المحدود، لم يشاهد هذا الخلق، علي مستوي الكون أو علي مستوي نفسه، فكيف يتحدث عنه، وبالرغم من ذلك، فإن وحدة الخلق في الكون والانسان، المنبثقة من القرءان الكريم، والمستنبطة منه، دليل قاطع علي وحدانية الخالق الله سبحانه وتعالى.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر