(102) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
لا شك أن قراءة القرآن الكريم وكتابته وتدبر أحرفه وكلماته وآياته وفهم معانيه، تحفز كثيرًا من كفاءة الجسم، وتشحن الجهاز المناعي بقوة خارقة، تجعله عصي على الاختراق من قبل الميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات التي تملأ الجسم عن آخره وتمد الجسد الإنساني بطاقة مادية عالية وطاقة روحية هائلة، تمنحه المزيد من القوة والمزيد من النشاط والحيوية، في حضور الذهن الصافي والقلب الواعي والفهم العالي والحكمة الراسخة.
ويمتلئ بالعلم المتدفق الذي يفيض منه والمعرفة اللامحدودة، بأمورالخالق سبحانه وتعالى وسائر المخلوقات في جو من الألفة الصادقة والمحبة المتوقدة، وفي التواصل والوصال والتطابق في المبنى والمعنى بين كل خلية وعضو وجهاز للجسد من مكونه المادي ومعناه النوراني، وبين المكون المادي والنوراني لكل حرف وكلمة وآية من القرآن الكريم.
قراءة القرآن الكريم
وقراءة كل حرف في القرآن الكريم باللسان، يعبر عنه بمائة تريليون خلية في إنسان وزنه مائة كيلو جرام ومائة تريليون ذرة في الخلية الواحدة، ومائة جسيم أولي في الخلية الواحدة، مما يعني عدد لا حصر له ولا نهائي، من الحسنات في الحد الأدنى، على مستوى الجسد المادي، أمَّا على مستوى مدد الروح النورانية، فلا حدود لها في الزمان وفي المكان، وآلية عملها المجهولة عن الإنسان.
وقراءة القرآن الكريم، يؤدي إلى بروز قوتين روحانيتين هائلتين ومؤثرتين على النفس الإنسانية، قوة الدفع وهي قوة من خارج النفس الإنسانية، وتشمل على آلية عمل المنهج النوراني في أحرف وكلمات وآيات القرآن الكريم وقوة الجذب النورانية والمتمثلة في الروح، من داخل النفس الإنسانية.
مصداقًا لقوله تعالى: “وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلىكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (الشورى: 52).
والتقاء قوة الدفع في المنهج النوراني المتمثل في القرآن الكريم من خارج الجسم، بقوة الجذب المتمثلة في الروح النورانية في النفس البشرية، يؤدي إلى امتزاج النورين، مع بعضهم البعض الآخر، نور المنهج ونور الروح، وإذا حدث ذلك دخل العالم كله الإسلام.
ومن ثمَّ فإن كل المحاولات البائسة واليائسة والحثيثة الحاصلة الآن والجارية في العالم مع الإسلام من أعدائه، هي في محاولتهم الأخيرة ونزعهم الأخير، من منع قوة الدفع في المنهج النوراني، من الوصول إلى قوة الجذب في الروح النورانية، حتى لا يدخل العالم كله الأسلام.
الحرب على الإسلام
ومن هنا كانت الحرب الشعواء القائمة على قدم وساق والمدبرة والمتوحشة والمدمرة والمحكمة مع التشويه المتعمد، من قبل أعداء الإسلام ضد الإسلام وأهله، من أجل منع التقاء النورين في قوة الدفع وقوة الجذب.
ويبدو أن هذه المحاولة الأخيرة، قد فشلت من قبل أعداء الإسلام، والتي سيدخل فيها العالم بعدها الإسلام أفواجًا، بكل قراه ومدنه ودوله وقاراته والكرة الأرضية كلها عن بكرة أبيها.
مصداقًا لقوله تعالى: “وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلىكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ” (الشورى: 52).
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر