(112) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
مَن الذي خلق الجنين داخل الرحم وجمعه من خلايا وأنسجة وأعضاء وأجهزة، حتى يصير جنين وبشر سويا؟
إنَّه الله سبحانه وتعالى ومن الذي دفع الجنين خارج الرحم بعد اكتمال نضوجه ونهاية حياته داخله بعد تقلصه وانقباضه؟
خلق الجنين داخل الرحم
إنه الله سبحانه وتعالى، ومَن الذي خلق الفرج في المرأة، حتى يتسع لخروج الجنين بسلام إلى خارج الرحم؟.. إنه الله سبحانه وتعالى، ومن الذي جهز الكون، بما فيه من مخلوقات وحياة مستقرة مؤقتة إلى أجل مسمى لاستقبال الجنين وتوفير كل أسباب الحياة المادية في الهواء والماء والغذاء والأسباب الروحية في العاطفة، من الأبوين المغروز فيهما الإيمان بوحدانية الله ووحدة رسالة الأنبياء والمرسلين.. إنه الله سبحانه وتعالى.
ومن الذي خلق الإنسان وجمعه في مسيرة حياته الطويلة في الحياة الدنيا، بشكل علمي وتقني متفرد بعد خروجه من الرحم، وهو طفل رضيع وطفل وصبي وفتى ومراهق وبالغ وشاب ورجل وكهل وشيخ وأرذل العمر.. إنه الله سبحانه وتعالى.
فجمع الله سبحانه وتعالى، مادة الإنسان في حياته داخل الرحم وأمدها بحياتها في الحياة الدنيا بالهواء والماء والطعام، بلا حول منه ولا قوة وجمع الله سبحانه وتعالى، روح الإنسان وأمدها بالحياة اللازمة لبعث الحياة في مادة جسمه في الرحم بلا حول منه ولا قوة وجمع الله سبحانه وتعالى، مادة الإنسان وروحه في الرحم، فكان نفس إنسانية، بلا حول منه ولا قوة.
ثم من الذي خلق في الإنسان كل وسائل إدراكه في كيانه وجمعها له؟.. إنه الله سبحانه وتعال ، ومن الذي خلق في الانسان سمعه وجمع معه الكلام من نفسه ومن الآخرين؟
إنه الله سبحانه وتعالى، ومن الذي خلق في الإنسان بصره وجمعه له، كي يرى به نفسه ويرى به الآخرين؟
إنه الله سبحانه وتعالى ومن الذي خلق في الإنسان شمه وجمعه له، كي يشم رائحة نفسه وورائحة الآخرين من حوله؟
إنه الله سبحانه وتعالى، ومن الذي خلق في الإنسان تذوقه وجمعه له، كي يتذوق الطعام الحلو والمر لنفسه وللآخرين؟.. إنه الله سبحانه وتعالى ومن الذي خلق للإنسان الأحرف والكلمات على لسانه وجمعها له، كي يكلم بها نفسه والآخرين؟.. إنه الله سبحانه وتعالى.
خلق إحساس الإنسان
ومن الذي خلق للإنسان إحساسه في جلده وجمعه له، كي يشعر بنفسه ويحس بالآخرين؟.. إنه الله سبحانه وتعالى ومن الذي خلق للإنسان جلده وجمعه له حتى يحميه وحتى يغطي به أنسجته وأعضاءه وأجهزته وجلد الآخرين؟.. إنه الله سبحانه وتعالى ومن الذي خلق الخلايا وجمعها لتكون أنسجة وأعضاء وأجهزة في الإنسان وكل المخلوقات؟.. إنه الله سبحانه وتعالى.
فإذا كان الله سبحانه وتعالى، هو الذي خلق الخلق جميعًا وجمعها، باعتبارها مخلوقات لله سبحانه وتعالى، بلا حول ولا قوة من مخلوقاته، ألا يجمع الله سبحانه وتعالى كلامه القرآن الكريم، كما خلق وجمع مخلوقاته بشكل مرتب ومنسق ومنظم في الجسيمات الأولية والذرات والجزيئات والمواد الأولية في النجوم والكواكب والمجرات أو في الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة في الإنسان وغيره من المخلوقات.
فالأولى أن يجمع الله سبحانه وتعالى كتابه القرآن الكريم، في كتاب كما جمعه وحفظه في كتاب، بلا حول ولا قوة من مخلوقاته، سواء كان من الملائكة مثل جبريل عليه السلام أو من البشر مثل محمد صلى الله عليه وسلم، فكما جمع الله سبحانه وتعالى مخلوقاته بلا حول ولا قوة من مخلوقاته، قادر على جمع كتابه بلا حول ولا قوة من مخلوقاته.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر