(122) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
نزلت التوراة على موسى عليه السلام في جبل الطور دون واسطة من جبريل عليه السلام، فمن الذي كتب التوراة لموسى عليه السلام في جبل الطور في لحظة التجلي؟
إنه الله سبحانه وتعالى ومن الذي أنزل التوراة على موسى عليه السلام في جبل الطور في لحظة التجلي؟
إنه الله سبحانه وتعالى، ومن الذي جمع التوراة لموسى عليه السلام في جبل الطور، في لحظة التجلي؟.. إنه الله سبحانه وتعالى، فمن الملاحظ أن الله سبحانه وتعالى، هو الذي تكفل بكتابة ونزول وجمع التوراة لموسى عليه السلام في جبل الطور في لحظة التجلي، وفي غياب جبريل عليه السلام، مع أنه رسول الله إلى كل أنبيائه ورسله.
ومن الذي كلف، من قبل الله سبحانه وتعالى بحفظ التوراة، بعد كتابتها ونزولها وجمعها على موسى عليه السلام؟ بني إسرائيل.
ومن الذي حرف التوراة بعد نزولها على موسى عليه السلام؟ بني إسرائيل، ومن الذي أضاف إلى التوراة بعد موسى عليه السلام؟ بني إسرائيل، ومن الذي مسح الآيات من التوراة من بعد موسى عليه السلام؟ بني إسرائيل.
جبل الطور.. بني إسرائيل
فالله سبحانه وتعالى، عهد إلى بني إسرائيل وأوكل إليهم حفظ التوراة، فخانوا العهد وحرفوا في التوراة وفي إشارة إلى تحريف اليهود للتوراة، تحدث الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة: 75.
ثم يهدد الله سبحانه وتعالى، اليهود الذين حرفوا التوراة وكتبوا تحريفهم لها في آيات التوراة ويتوعدهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، لأنهم لم يكتفوا بتحريف الكتاب، بل أضافوا إليه من عند أنفسهم من أجل التجارة وكسب الأموال.
قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة: 79.
ولم يكتفِ اليهود بذلك، بل حاربوا محمد صلى الله عليه وسلم ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، كأنهم لا يعلمون شيء عنه مع أنهم يعلمونه أكثر من علمهم لأبنائهم.
قال تعالى: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) البقرة: 101.
بل وكتم اليهود الآيات الصحيحة والبينات الواضحة الصريحة التي تدعوهم إلى الهداية، وإلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى، التي نزلت في التوراة والقرآن الكريم، فطالهم اللعن من الله ومن الناس.
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ) البقرة: 159.
كما أنهم لم يكتفوا بذلك، بل كانوا يلوون ألسنتهم بالكتاب ويتحدثون إلى الناس، من أجل خداعهم والاحتيال عليهم، بأن ما يقولونه هو من الكتاب وما هو من الكتاب.
قال تعالى: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران: 78.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
2 تعليقات