(124) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
كما أنزل الله سبحانه وتعالى، التوراة على موسى عليه السلام وكتبها وجمعها له، وترك حفظها لليهود من بني إسرائيل فحرفوها، خلق الله سبحانه وتعالى وجمع عيسى عليه السلام، في بطن إمه، وعلمه الإنجيل وكتبه وجمعه له في بطن أمه، ونزل عيسى عليه السلام يتكلم بالإنجيل عند ولادته.
قال تعالى: (ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عليهمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) الحديد 27.
خلق عيسى عليه السلام
فمن الذي خلق عيسى عليه السلام في بطن أمه؟ إنه الله سبحانه وتعالى، ومن الذي جمع عيسى عليه السلام في بطنه إمه؟ إنه الله سبحانه وتعالى، ومن الذي علم عيسى عليه السلام الإنجيل، في بطن أمه؟ إنه الله سبحانه وتعالى ، ومن الذي كتب الإنجيل لعيسى عليه السلام، في بطن إمه؟ إنه الله سبحانه وتعالى، ومن الذي جمع الإنجيل لعيسى عليه السلام ، في بطن أمه؟ إنه الله سبحانه وتعالى.
ومن الذي أنزل الإنجيل، مع عيسى عليه السلام عند خروجه، من بطن إمه، دون واسطة من جبريل عليه السلام؟ إنه الله سبحانه وتعالى، ومن الذي جعل عيسى عليه السلام ، يتكلم بالانجيل بعد ولادته؟ إنه الله سبحانه وتعالى، وفي إشارة إلى ولادة عيسى عليه السلام، وحمل إمه له، وكلامه بالإنجيل، مع بني إسرائيل.
قال تعالى: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (26) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (27) فَأَشَارَتْ إلىهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (28) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (29) مريم 26-29 .
جاء عيسى عليه السلام بالإنجيل، من أجل التأكيد، على وحدانية الله سبحانه وتعالى، بعد إنحراف بني إسرائيل عن منهج التوراة الذي جاء به موسى عليه السلام، قال تعالى : (وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ) المائدة 46.
بني إسرائيل
وكان من المفترض، أن يؤمن بني إسرائيل بالإنجيل، ويحكمونه فيما بينهم، فيحلون حلاله ويحرمون حرامه ولكنهم فسقوا وخروجوا على عيسى عليه السلام.
قال تعالى: (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) المائدة 47.
كان نزول التوراة والإنجيل، وحفظهما علامة فارقة، بين بني إسرائيل من ناحية، وبين وحي السماء من ناحية أخري، والذي بدء بإسحاق ويعقوب، مروا بموسى وهارون، وداود وسليمانن، وغيرهم، وإنتهي بزكريا ويحي وعيسى عليهم السلام، فبعد إختبارهم في حفظ التوراة والإنجيل، فنكثوا العهد، وحرفوهما، فكان من الضروري، انتقال الخلافة الدينية، من أبناء إسحاق، إلى أبناء إسماعيل عليهما السلام، بعد أن فرط أبناء إسحاق عليه السلام، في حفظ التوراة والإنجيل، فكان نزول القرآن الكريم، على محمد صلى الله عليه وسلم.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر