(83) إن الدين عند الله… الإسلام
بعد أن تمت النفختين، الفزع والصعق وموت كل المخلوقات في السماوات والأرض، من إنسان وحيوان وطيور وحشرات ونباتات وجمادات وكائنات دقيقة مثل الميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات، يتم تفريغ الكون وما فيه من مخلوقات، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
ثم يدخل الكون في المرحلة الثالثة من عمره بعد موت كل المخلوقات، فتتوقف السماء عن التمدد، وتقل الطاقة اللازمة لتمددها وتنفد، وعندما يصل دعم الطاقة للسماء إلى الصفر، تتشقق السماء وتنفطر وتسقط وتنهار بشكل ذاتي وتلقائي، فيتم طيها على نفسها وما فيها من مخلوقات، كي تعود من جديد إلى نقطة الصفر التي خلقت منها، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا علىنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعلينَ) الأنبياء: 104.
الرحلة الرابعة من عمر الكون
وفي المرحلة الرابعة من عمر الكون، يختفي كون الدنيا بملامحه وشكله بعد انهياره ويختفي معه كل شيء ولا يوجد شيء، ولا يبقى إلا وجه الله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، بذاته وصفاته وأسماءه وكلماته وكماله وكما يليق بكماله وكلماته، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ إلىوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) غافر: 15- 16.
وفي المرحلة الخامسة، يخلق الله كون الآخرة الدائم، بمواصفات إلهية جديدة تختلف عن كون الدنيا، بيد الله وفي نوره والذي يعيش فيه الإنسان في نور الله، وبمواصفات قياسية تختلف بشكل كلي وجذري عن الكون القديم الذي خلق من ذرة من الهيدروجين من جزيء الماء الموجود تحت عرش الرحمن، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) إبراهيم: 48.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد عظمة الله سبحانه وتعالى في خلقه لكون الدنيا، واستبداله بكون الآخرة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد