(85) إن الدين عند الله… الإسلام
في المرحلة السابعة من عمر الكون الدائم في الآخرة، تتم النفخة الثالثة ويكون فيها البعث والنشور، فتدخل الأرواح في الأجساد ويخرج جميع البشر من قبورهم سراعًا إلى ربهم ينسلون، استعدادًا للحساب، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) الزمر: 68.
وبعد دخول الأرواح الأجساد وخروج الناس من قبورهم، إيذانًا وإعلانًا من الله ببداية الحياة الآخرة بعد نهاية حياة البرزخ، يكون إنسان الآخرة الذي يخرج من القبر، ذا مواصفات خاصة تتماشي مع الحياة في الآخرة والتي يختلف فيها عن الدنيا بشكل جذري، في الجنة أو في النار.
المرحلة السابعة من عمر الكون
فيتم الحساب على الأعمال في الدنيا مع حساب الحسنات والسيئات، فإذا طغت الحسنات على السيئات كان الإنسان الدائم من أصحاب الجنة الدائمة، وإذا طغت السيئات على الحسنات كان الإنسان الدائم من أهل النار الدائمة.
فإنسان الآخرة يمثل الإنسان الأصلي، الذي يتم إعداده وخلقه بطريقة مختلفة عن إنسان الدنيا الذي يأتي إليها عبر الرحم، ولكنه في الدنيا والآخرة بشر، فيه الجسد وفيه الروح ويعيش في الآخرة بروحه وجسده، مثلما كان يعيش في الدنيا، ولكنه بشر بمواصفات خاصة للأخرة الدائمة، كما كان إنسان الدنيا بشر بمواصفات خاصة بالدنيا المؤقتة.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن إنسان الدنيا الذي جاء عبر الرحم وخرج منه مؤقت، بينما إنسان الآخرة الذي خرج من القبر دائم، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر