(11) نهر النيل في… الإسلام
كان الاحتفال بوفاء النيل عيدًا قوميًّا عند الفراعنة وحديث الساعة، سمَّاه الله بيوم الزينة، وفي هذا العيد، حدث فيه اللقاء المرتقب بين موسى عليه السلام والفرعون، والذي انتهى بهزيمة الفرعون ونهاية ملكة، وانتهاء عصر الفراعنة بعد عصيانه وتجبره وكفره بربه، مثل كل الجبابرة والطغاة الذين حكموا مصر على مر العصور.
قال تعالى: “قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى” (طه: 59).
طغيان الفراعنة وادعاء الأكاذيب
وبالرغم من كل هذا الخير الوفير الذي منحه الله للفراعنة عبر نهر النيل، طغى الفراعنة وتجبَّر الفرعون، فادعى كذبًا أنه يملك مصر وادعى عن عدم علم ودراية وقلة أصل ووضاعة وحقارة ودناءة بعد أن خان نفسه وخانه حظه العثر ووقع في شر أعماله.
أن فروع نهر النيل تجري من تحته، فخانه التعبير ووقع في فخ التنكيل بعد الكفر بالله، الذي أدى به إلى الهاوية والنهاية المأساوية في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: “وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ إلىسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ” (الزخرف: 51).
غرور فرعون
ولم يدرِ الفرعون البخيل قليل الفكر والتدبير، أنه لا يملك من نفسه شيء ولا يملك حاله، ولا يملك ماله وأهله وأولاده ولا يملك حرسه ولا يملك رجاله من حوله، فكيف يملك مُلك مصر وأنهارها وجميعها ملك لله سبحانه وتعالى بأرضها وأنهارها، ولكنه فكر كل طاغوت ومنحرف ومتكبر جبار مثل النمرود وغيره، أعمته السلطة وأضاعه حب المال .
لكن لماذا ادعى الفرعون رمسيس الثاني الألوهية؟
بقاءه في السلطة والحكم على مدار 67 سنة، جعله يفكر في أنه إله، منطلقًا من حالته النفسية المريضة، خاصة إذا رأى أن الجميع يقدمون له فروض الطاعة والولاء، مما جعله يشعر بأهمية نفسه المقدسة من كهنة المعبد آمون، وهذه الكارثة التي أصيب بها الفرعون، يصاب بها كل حاكم ضال يبيقى في السلطة أكثر من 8 أعوام، وكل هذه الفترة الزمنية أفقدت الفرعون الدنيا والآخرة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
2 تعليقات