(29) نهر النيل في… الإسلام

بالرغم من آثار التوحيد التي تركها مصرايم معلمة في مصر، تمَّ تحريف ديانة قدماء المصريين في عهد الفراعنة، والتي كان يتحكم فيها تعدد الآلهة وعبادة الأصنام وعلى رأسها الإله آمون، والتي وصلت إلى 43 إله، وكانت أول عاصمة لمصر في عهد الفراعنة، من عصر الأسرة الأولى إلى عصر الأسرة الثامنة في مدينة منف بميت رهينة بالبدرشين بالجيزة، والمعروفة باسم ممفيس.

ثم نقلت الأسرة التاسعة والعاشرة العاصمة من منف في الجيزة إلى إهناسيا بمحافظة بني سويف وتسمى هيركليوبوليس في عصر الانحطاط الثاني والذي عاش فيه الفراعنة، وكان عصر يتسم بالفوضى والتخلف بعد عصر بناة الأهرام، في الدولة القديمة والتي كانت عاصمتها منف.

والأسرة الحادية عشرة نقلت العاصمة إلى مدينة طيبة في الأقصر، وفي الأسرة الثانية عشرة والثالثة عشرة، نقلت العاصمة إلى منطقة اللشت بين الفيوم وبني سويف، والأسرة الرابعة عشرة والأسرة الخامسة عشرة، نقلت العاصمة إلى منطقة أورايس بمدينة زوران بمحافظة الشرقية.

احتلال مصر

بدأ احتلال مصر من الأسرة الثالثة عشرة، ثم تمَّ احتلال مصر بشكل كامل في عصر الأسرة المصرية السادسة عشرة، والتي كانت من سلالة الفراعنة وعاصمتها طيبة في الأقصر في مصر العليا بصعيد مصر لمدة 70 عامًا من عام 1649 – 1582 ق. م، وفي نفس الوقت كانت مصر محكومة من الهكسوس في شمال الدلتا، فكان حكام مصر العليا من الفراعنة في طيبة، وكان حكام مصر السفلي من الهكسوس المحتلين في الدلتا.

كان مقر العاصمة في الأسرة السابعة عشرة والأسرة الثامنة عشرة والأسرة التاسعة عشرة في طيبة بالأقصر وفي عصر رمسيس الثاني، نقلت العاصمة إلى شرق الدلتا في بر- رمسيس، ومعناه بيت رمسيس محبوب آمون المعظم بانتصاراته، قرب محافظة الشرقية في منطقة تسمي قنطير، وفي الأسرة العشرين ظل مقر العاصمة في بر- رمسيس بقنطير.

وفي كل هذه العصور، كان نهر النيل هو الحاضر الغائب، فلعب الدور المحوري في تقدم  حضارات مصر القديمة بشكل عام، والحضارة الفرعونية بشكل خاص، مما كان له الأثر الإيجابي على حياة المصريين اليومية، وفي النهضة التنموية التي حدثت في عصر الفراعنة بين الصعود في الدولة القديمة والوسطي والحديثة والنزول والانهيار في عصر الانتقال الأول والثاني والثالث.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر