(40) نهر النيل في… الإسلام
زار إبراهيم عليه السلام مصر، بدعوة من فرعون مصر، بعد أن ترك العراق وذهب مع سارة عليها السلام إلى فلسطين، وهناك ذاع صيته، فطلب الفرعون سنوسرت الثالث لقاءه ودعاه لزيارة مصر، وفي مصر تزوج هاجر عليها السلام، والتي أصبحت أم العرب فأنجبت إسماعيل عليه السلام أبو العرب.
وكان إسماعيل وهاجر عليهما السلام سببًا في تسمية إبراهيم أبو الأنبياء، وكان إبراهيم وإسماعيل وهاجر عليهم السلام، سببًا في وجود بني إسرائيل بعد أن وهبهم الله سبحانه وتعالى، إسحاق ويعقوب عليهما السلام نافلة وزيادة.
قال تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ) الأنبياء: 72.
فعلى بُعد خطوات من مسيرة الذبح العظيم في مكة المكرمة بعد قرن من الزمان في العراق، والذي احتوى مسيرة إبراهيم عليه السلام من العراق إلى فلسطين إلى مصر إلى مكة المكرمة، تعرَّض إسماعيل عليه السلام مع أبيه وأمه لهذا الاختبار الشديد من داخل الأسرة.
وكانت رؤية أبيه في المنام بذبحه، هيجت مشاعر إبراهيم وهاجر وإسماعيل عليهم السلام ولكنه أمر الله.
قال تعالى: (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) الصافات: 99- 107.
معنى هذا أنه لولا مصرايم ما كانت مصر، ولولا مصر ما كان الفراعنة، ولولا الفراعنة ما كانت دعوة فرعون مصر لإبراهيم عليه السلام من أجل زيارة مصر، ولولا دعوة فرعون مصر، ما تزوج إبراهيم وهاجر عليهما السلام، ولولا الفراعنة ما كان إسماعيل عليه السلام، ولولا الفراعنة ما كان العرب، ولولا الفراعنة ما كان إسحاق ويعقوب عليهما السلام، وما كان بني إسرائيل.
العرب وبني إسرائيل
وبالرغم من كل هذه الأحداث الجسام التي مرَّ بها العرب وبني إسرائيل، كان فيها الفراعنة السبب المحوري، في وجود العرب في إسماعيل عليه السلام، وسبب في وجود إسحاق ويعقوب عليهما السلام، لكن الله سبحانه وتعالى نجى بني إسرائيل من بطش الفراعنة، الذين كانوا يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم.
قال تعالى: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ) البقرة: 49.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر