(54) نهر النيل في… الإسلام
هجرة نهر النيل الذي يحتوي على اسم هاجر عليها السلام في جغرافيته من المنبع إلى المصب، متعلق بهجرة الكون وما فيه من مخلوقات، بشكل دوري والذي يؤدي إلى تجديد الكون على مدار الزمن.
ولولا الهجرة ما تمكنت المخلوقات من استكمال مسيرتها في دورة الحياة في الدنيا، ولولا الهجرة ما وجدت الدنيا ولا الآخرة.
فهاجر عليها السلام، أميرة مصرية فرعونية من سلالة الملوك الفراعنة، ومن أكرم البيوت في مصر، وكانت امرأة جميلة مؤمنة موحدة صابرة وعابدة وطائعة لله سبحانه وتعالى، قيل إنها من الشرقية وقيل إنها نوبية، ولكنها في المقام الأول والأخير، كانت امرأة مصرية.
لم تكن هاجر المصرية عليها السلام أم إسماعيل عليه السلام وأم العرب، جارية تخدم سارة عليها السلام، كما يدعي اليهود وأذنابهم في كتبهم، وكما يشير بعض المتنطعين والجهلة من العرب البائدة، الذين يحذون حذوا اليهود في أقوالهم وأفعالهم، إذا دخلو جحر ضب أسرعوا بالدخول ورائهم.
فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لتتبعُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم، شبرًا بشبرٍ، وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضبٍّ تبعتُمُوهم”، قلنا: يا رسولَ اللهِ، اليهودُ والنصارى؟ قال: “فمَنْ؟” رواه البخاري
ولم تكن مارية القبطية المصرية عليها السلام، وأم المؤمنين وأم إبراهيم عليه السلام، ابن محمد صلى الله عليه وسلم جارية مصرية، كما يدعي أيضًا المتنطعين والجهلة من إليهود والعرب، بل كانت من أعظم بيوت مصر ومن أكرمها وأجلها، وتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنجب منها ابنه إبراهيم عليه السلام، ولم ينجب من غيرها، إلا من أم المؤمنين خديجة عليها السلام.
الجارية
فالجَارِيَة تستخدم للإشارة إلى العبيد من الإناث، الذين استعبدوا عبر السلب أو النهب أو الخطف، أو أخذوا في الحروب عنوة أو بالقوة أو اختطفوا من قبل قطاع الطرق أو من ولدت لأمة عبد مملوك، فهي تسمى جارية وتسمى أمة، فلم يقل أحد في التاريخ، أن هاجر وماريه عليهما السلام، قد استعبدوا عبر كل هذه الوسائل والطرق السابقة المختلفة، التي تجعل الواحدة منهن تعمل جارية.
ولكن من الواضح، أن هاجر ومارية عليهما السلام، كنّ من أفضل وأشرف ما أنجبت مصر والإنسانية في تاريخها في الماضي والحاضر والمستقبل، ولن ينجب أحد من البشر إلى قيام الساعة، من يأتي من النساء الشريفات مثلما كان من أمر هاجر ومارية عليهما السلام، اللتين غيرا وجهة العالم ومجرى التاريخ إلى قيام الساعة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر