(60) نهر النيل في… الإسلام
بعد زيارة إبراهيم عليه السلام لمصر وزواجه من هاجر عليها السلام وإنجاب إسماعيل عليه السلام، الذي ذهب مع أمه هاجرعليها السلام إلى مكة المكرمة، بقيت سارة الزوجة الأولى لإبراهيم عليهما السلام في فلسطين، حيث بشر إبراهيم بإنجاب سارة لإسحاق عليهم السلام في مكة المكرمة، ثم أنجب إسحاق يعقوب عليهما السلام، وأنجب يعقوب أسباط بني إسرائيل الاثنى عشرة، ومنهم يوسف عليه السلام.
وبعد هذه الزيارة التاريخية الرسمية لإبراهيم عليه السلام إلى مصر بدعوى من الفرعون، بعد أن ذاع صيته في فلسطين وبلاد الشام، فزواج إبراهيم من مصر، جعله أبو الأنبياء ومنه كان العرب وبني إسرائيل، ومكنه الله من رفع القواعد من الكعبة، كما وضع كل مناسك الحج والعمرة، كما أعطاه الله سورة باسمه في القرآن الكريم، ومكانة ومنزلة مميزة في السماء السابعة بجوار البيت المعمور، وكان من نسله محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين.
زيارة إبراهيم
وكما ألبست مصر إبراهيم عليه السلام كل هذه الألقاب الرسمية، من قبل الله سبحانه وتعالى، ألبست حفيدة يوسف ابن يعقوب عليهما السلام كل الألقاب الرسمية، التي حاز عليها بمجرد قدومه إلى مصر أسيرًا، فحاز يوسف عليه السلام بعد زواجه من مصرية على المكانة الدينية.
فكان يوسف النبي المبحل من أسباط بني إسرائيل، بالرغم من أنه الابن الحادي عشر من أبناء يعقوب وحاز على المكانة العلمية والمنزلة المدنية بين المصريين، فكان عزيز مصر وله سورة كاملة باسمه في القرآن الكريم وله منزلة ومكانة خاصة في السماء الثالثة، ثمَّ كانت زيارة يعقوب وأبناءه إلى مصر وعيشهم فيها، على مدار أربعمائة سنة حتى عهد موسى وهارون عليهما السلام.
ومع نهر النيل، كان ليوسف دور فاعل وفهم واضح لحال مصر ومكانتها الزراعية بعد رؤية الملك، وكيف تمكن من إنقاذ مصر وشعبها من المجاعة؟
فكان إبراهيم يمثل القدوم الأول إلى مصر، ثم مثل يوسف عليه السلام القدوم الثاني لأحد أحفاد إبراهيم عليه السلام، من نسل إسحاق ويعقوب عليهما السلام، بعد أن قام إخوته ببيعه لقافلة عابرة من فلسطين إلى مصر، دور بارز على المستوى التنفيذي بصفته عزيز مصر، وعلى المستوى الديني بصفته نبي اختاره الله لتبليغ رسالة التوحيد إلى الناس.
شخصية يوسف عليه السلام
من هذا المنطلق يُعتبر يوسف عليه السلام من أهم الشخصيات البارزة، في بني إسرائيل من أبناء يعقوب عليه السلام، بصفته الابن الحادي عشر ليعقوب عليه السلام، والابن الأول لراحيل، جاء ذكر يوسف في القرآن، في سورة يوسف والتي حملت اسمه ورقمها 12 وعدد آياتها 111.
فسورة يوسف تتحدث عن كل أحواله في فلسطين ومصر، فمن ناحية مع أبيه وإخوته في فلسطين، ومن ناحية أخرى بعد انتقاله إلى مصر وحياته في بيت العزيز، ثم تعرف ملك مصر عليه بعد تفسيره رؤيا للملك، وتبرئة ساحته من نسوة المدينة، ثم نجاحه في القيام بمهام السلطة والدعوة إلى الله، ومن ثمَّ نجح في إنقاذ مصر من المجاعة، ثم مات ودفن في نهر النيل.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر