(74) نهر النيل في… الإسلام
هذا الربط العملي على أرض الواقع والمتعلق بالتاريخ بين ادعاء الفرعون الألوهية وادعاء بني إسرائيل ألوهية عيسى عليه السلام، بالرغم من دعوة عيسى عليه السلام، بني إسرائيل إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى، قلب الأمور رأسًا على عقب ثم ألقاها مرة أخرى، في وجوه بني إسرائيل الذين ألهوا عيسى عليه السلام إلى قيام الساعة.
فما حدث من بني إسرائيل بعد نجاتهم من الفرعون، أسوأ وأشنع وأفجر بكثير مما فعله الفرعون معهم، فقد فعلوا في العالم بشكل عام وفي العرب والمسلمين بشكل خاص الأفاعيل، أكثر بكثير مما فعله فيهم الفرعون، فكم ذبح بني إسرائيل من العالم في الحربيين العالميتين الأولى والثانية؟
وكم ذبحوا من أبناء العرب والمسلمين وكم استحيوا من نسائهم على امتداد الحروب الصليبية، على مدار قرنين من الزمان، باستخدامهم كل وسائل التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وبعد أن قسموا العالم الإسلامي بعد سايكس بيكو في 1916، استباحوا أرضه وما زالوا، فاحتل الإنجليز والفرنسيين والإيطاليين والألمان وغيرهم بلاد المسلمين، فذبحوا أبناءهم واستحيوا نساءهم، ولم يتورعوا عن إعمال القتل في بلاد المسلمين تحت راية الصليب على مدار مئات السنين، فكانوا أسوأ بكثير من الفراعنة، باستخدامهم كل وسائل التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
بل وماذا فعل فرديناندوا وإزبيلا في المسلمين في أسبانيا بشكل عام وفي الأندلس بشكل خاص، بعد أن عاش فيها المسلمون أكثر من 750 سنة، ذبحوا أبناءهم واستحيوا نساءهم، وطالتهم الإبادة الجماعية، والتي قتلوا فيها كل مسلم يرفض اعتناق النصرانية أو إجباره على ترك البلاد بالقوة الغاشمة، باستخدامهم كل وسائل التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر