(76) نهر النيل في… الإسلام
كان حصار مصر في الجنوب في منابع نهر النيل في بحيرة تانا، في إقليم بني شنقول الذي يعتبر ملك لمصر، اشتراه الخديوي إسماعيل، لتأمين موارد المياه لمصر والذي يتبع السودان جغرافيًّا بواسطة الاحتلال الإنجليزي لمصر والسودان، والذي سلم منابع نهر النيل للحبشة بعد اتفاقه مع ملك الحبشة منليك الثاني في عام 1902.
وبعد أن تمكنوا من حصار مصر في الجنوب في منابع النيل من قبل بني إسرائيل في الحبشة بعد تسليمه لهم في 1902، تمَّ حصارها في الشمال بإقامة وطن قومي لبني إسرائيل من اليهود في فلسطين في 1948، لأن ضعف مصر في مصلحة محاصريها في الجنوب والشمال.
العظماء في مصر
فمصر أنجبت صلاح الدين، الذي هزم الصليبيين في حطين، وأنجبت الظاهر بيبرس الذي هزم التتار في عين جالوت، باعتبار أن الصلىبين الامتداد الطبيعي لبني إسرائيل، ثم انتهت المواجهة بالحربين العالميتين الأولى والثانية، والتي انتهت باحتلال العالم الإسلامي وتمزيقه بين دول الغرب الاستعمارية وحلفائها من الطابور الخامس.
ثم وصلنا إلى المحطة الأخرى وليست الأخيرة، بعد تمثيلية أحداث سبتمبر 2001، وقيام أمريكا وإنجلترا بتدمير العالم العربي والإسلامي في بداية القرن الحادي والعشرين، بحرب وحشية مدبرة ومدمرة، يندي لها جبين الإنسانية، فدمروا بقوتهم العسكرية التي بنوها للعرب والمسلمين، العراق وأفغانستان وليبا وسوريا واليمن والصومال، ودمروا بقية العالم الإسلامي على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والعلمية والتعليمية، باستخدامهم كل وسائل التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
معارك ضخمة
كل هذه المعارك الضخمة والهائلة التي يديرها بني إسرائيل في الغرب، بمساعدة عملائهم في الشرق، والتي ما زالت رحاها دائرة حتى 2021، لذلك لم يكن من الغريب والعجيب أيضًا على الغرب وأعوانه في الشرق، أن يتم وضع مصر وشعبها في غرفة الإنعاش، يديرها هواه غير محترفين، فلا هي ماتت ولا هي بقيت على قيد الحياة.
إنما مصر وشعبها بين الحياة والموت، انتقامًا منها ومن شعبها وجذوره الفرعونية، التي يعتقد اليهود وبني إسرائيل، أن الآباء المؤسسين الأوائل من الفراعنة، قد عذبوا أجدادهم من بني إسرائيل، فقتلوا أبنائهم واستحيوا نساءهم، وعليهم الانتقام من الفراعنة في شخوص أحفادهم المصريين.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر