(85) نهر النيل في… الإسلام

كان الحديث منصب على البعد العلمي والبعد الديني، لمكانة ومنزلة نهر النيل في الكون وعند الأنبياء والرسل، فالبعد العلمي أكد أن نهر النيل عمره أكبر من عمر الكون البالغ 15 مليار سنة.

وهو في نفس الوقت أكد البعد الديني من رسالة الأنبياء والمرسلين، من نوح مرورًا بإبراهيم ولوط وهاجر وسارة عليهم السلام، ووصولًا إلى إسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف، ونهاية بموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.

الحديث منصب على البعد العلمي والديني

والذي يتقاطع مع البعد الثالث في جغرافيا نهر النيل مع البعد الأول العلمي، والبعد الثاني الديني للنهر العظيم، فجغرافية نهر النيل تقع في إفريقيا، والتي تعتبر ثاني أكبر قارة في العالم، بمساحتها البالغة 35 مليون كم2، بعد قارة آسيا بمساحتها البالغة 45 مليون كم2، حيث تبلغ مساحة إفريقيا وآسيا 80 مليون كم2 من مساحة اليابسة البالغة 149 مليون كم2، ومساحة الماء 361 مليون كم2، من مساحة الكرة الأرضية البالغة 510 مليون كم2.

كما يعد نهر النيل أطول أنهار الأرض بطوله البالغ 6758 كم، والذي يمتد من بحيرة فيكتوريا في أوغندا إلى البحر الأبيض المتوسط في مصر، ويغطي حوض نهر النيل مساحة، تقدر بحوالي 3.4 مليون كم2، وهو ما يعادل حوالي 10% من مساحة قارة إفريقيا.

وعند مقارنة نهر النيل مع الأنهار الرئيسية الأخرى في إفريقيا، من حيث كمية المياه المتدفقة فيه، فإن نهر النيل يحمل فقط ما يقارب من حوالي 5% من كمية الماء، التي يحملها نهر الكونغو على سبيل المثال، بسبب التحويلات الكبرى في مجرى نهر النيل ونسبة التبخر والنتح العالية.

نهر النيل يتكون من فرعين رئيسيين، النيل الأبيض، الذي ينبع من شرق إفريقيا الاستوائية في أوغندا من البحيرات العظمى في فيكتوريا والنيل الأزرق، الذي ينبع من بحيرة تانا في إقليم بني شنقول السوداني، حيث يلتقيان في مدينة الخرطوم.

ويقع النهرين: الأبيض والأزرق، على الجانب الغربي من صدع شرق إفريقيا، حيث يقدر الخبراء كمية الطمي، التي يحملها نهر النيل بحوالي 110 مليون طن سنويًّا، فتجدد خصوبة التربة وتقلل من السعة التخزينية للخزانات والسدود المقامة على مسار نهر النيل.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر