(106) نهر النيل في… الإسلام
الماء يُمثل معجزة كبرى وآية عظمى من معجزات الخالق الله سبحانه وتعالى، فالإعجاز في خلق الماء مثله مثل كل المخلوقات الموجودة في الكون، تثبت بما لا يدعو مجالًا للشك حقيقة وقوع البعث والفناء في الدنيا على مدار اللحظة، مما يبطل دعاوى الكافر الذي يُنكر حقيقة البعث بعد الموت ومعه الملحد والمشرك والمنافق، ولولا وجود حقيقة البعث والفناء في الدنيا، شاهدة على تجدد حياة المخلوقات كافة لانقرض الإنسان ومعه جميع المخلوقات، ولانهار الكون في لحظات.
يتميز الماء في إعجازه عن غيره من السوائل باحتوائه على ذرتين من الهيدروجين وذرة من الأكسجين مع روابط قوية، لتماسك كل من الهيدروجين والأكسجين، وكل ذرة تحتوي على أكثر من مائة جسيم أولي، والتي تحافظ على وجود الماء وسريانه في شكل السائل، والذي يتميز بأنه عديم اللون والطعم والرائحة.
ومن ذرة الهيدروجين، خلق الله سبحانه وتعالى الكون والإنسان وسائر المخلوقات، بالرغم من صغر حجمها، فهي أصغر ذرة في الكون تتكون من برتون وإلكترون، ولو وضعت خمسة عشرة مليون ذرة من الهيدروجين بجوار بعضها البعض الآخر، لا تشغل سوى مساحة واحد ىسنتيمتر، ويعتبر غاز الهيدروجين الغاز الكوني، لكثرة شيوعه في الكون.
معجزات الخالق في خلق الكون
ومن ذرة الأكسجين الموجودة في الهواء، وجدت الحياة على الكرة الأرضية، وهي في نفس الوقت الذرة التي تشكل الذرة الحرة، والتي تعتبر السبب المباشر في شيخوخة سائر المخلوقات وفنائها، ومن ثمَّ فإن ذرة الأكسجين، كانت سببًا في وجود الحياة على سطح الأرض وهي سبب أيضًا في فنائها.
وفي نفس الوقت، فإن الماء بكل مكوناته المختلفة، يحتوي على معنى الأعمدة القرآنية السبعة التي بني عليها الكون، والتي لولا وجودها لانهار الكون بما فيه من مخلوقات على رؤوس ساكنيه واختفي في لحظات، والمتمثلة في الخلافة والأسماء والكلمات والبعث والفناء والإسراء والمعراج.
فكلمة الماء، فيها معنى الخلافة في كل حرف من حروفه، لأن كل حرف من حروف الماء يخلف الحرف الذي يليه، ليكون كلمة الماء وكل شربة ماء تخلف شربة الماء الأخرى، وفي سريان الماء داخل الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة الخاصة بالإنسان، يحمل معنى الخلافة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر