(109) نهر النيل في… الإسلام

الماء هو أصل الحياة ولولا الماء ما كانت الحياة، لذلك يمثل الماء عنصر حاسم في خلق الكون وخلق الإنسان وسائر الكائنات الحية، ويمثل حجر الزوايا في الحفاظ على الصحة العامة، وعلى الشباب الدائم للإنسان وسائر المخلوقات، مصداقًا لقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) الأنبياء: 30.

وإذا كان الماء يمثل 71% من وزن الجسم المادي، وهي نفس نسبة وجود الماء في الكرة الأرضية بالنسبة لليابسة، فإن كمية الماء الموجودة في المخ تمثل أكثر من 85% من وزن المخ، فيحافظ على شباب الجسم لاحتوائه على مواد مضادة  للأكسدة، تمنع تدمير الخلايا وتحافظ على حيويتها.

الماء هو أصل الحياة

فالماء عنصر أساسي وجوهري وفعال في عمل وتوازن خلايا الجسم المختلفة، وفي قيامها بكل العمليات الحيوية الدقيقة والفائقة السرعة، على مستوى الأنسجة والأعضاء وأجهزة المختلفة، وفيها تقوم بعمليات التمثيل الغذائي على مدار اللحظة، واللازم لقيام الجسم بوظائفه المختلفة والحفاظ على صيانته الدائمة.

لذلك فالحفاظ على مستويات طبيعية من الماء في جسم الإنسان تؤهله من القيام بوظائفه المختلفة البسيطة والمعقدة، وتخفف من الضغط الناتج من عملية التمثيل الغذائي على مستوى خلايا الجسم المختلفة بشكل روتيني وطبيعي ومنضبط، يحافظ على مكونات الخلايا وعناصرها الفعالة، لذلك فهو أمر ضروري وحيوي وفعال للحياة.

وحدوث جفاف أو نقص في الماء يؤدي إلى تدمير الوظائف الحيوية للجسم، من خلال سحب كميات كبيرة من الماء، من فراغات الجسم المختلفة الموجودة بين الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة، وفي الجلد والأعصاب والأوعية الدموية في المركز والأطراف.

وهذا يصيب الجسم بانتكاسة خطيرة تؤدي إلى الفوضى، تجعله في حالة طوارئ قصوى في خلاياه وعدم معالجتها يؤدي إلى إصابته بكل الأمراض، وتوقف الأعضاء والأجهزة عن العمل، ومن ثمَّ موت الإنسان الذي لا يستطيع أن يستغني عن الماء أكثر من عشرة أيام.

لأن وجود الماء في الدم ضروري للحفاظ على سيولة الدم وجريانه في الأوردة والشرايين لتغذية الجسم، وفي قلة الماء يؤدي إلى بطء في حركة الدم وسماكته، وهذا يؤدي إلى حدوث تصلب في الشرايين، وذبحات قلبية متكررة خاصة والتي تؤدي في معظم الأحوال إلى الوفاة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر