(114) نهر النيل في… الإسلام
مما لا شك فيه أن وجود الماء يمثل وجود الحياة، وغياب الماء أو جفافه، أو إنقطاعه، يمثل الفناء، ويؤدي إلى كوارث طبيعية، لها أول وليس لها أخر، على البيئة والإنسان والحيوان والنبات، وسائر المخلوقات، أولها فقدان الحياة،وأخرها نهاية الحياة، لذلك جعل منه الله سبحانه وتعالى كل شيء حي، قال تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) الأنبياء 30
كما أن حدوث خلل، في وظائف المخ، نتيجة لنقص الماء الناتج، من كثرة تناول المياه الغازية، التي تحتوي على مادة الكافيين، يؤدي إلى فقدان المزيد من الماء من خلايا المخ، وهذا يؤدي إلى حدوث ضغوط هائلة على خلايا المخ، فتفرز مادة تشبه المورفين، وتسمي بالأندر وفين.
فيدفع الإندورفين الشخص، إلى تناول المزيد من المياه الغازية، إلى درجة الإدمان، وهذا يؤدي بدوره إلى فقدان المزيد من الماء وجفاف خلاياه ، مما يؤثر على عمليات المخ ووظائفه الحيوية، خاصة في حال تناول كميات كبيرة من المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل الشاي والقهوة والنسكافيه.
وهذا يؤدي إلى مزيد من الأمراض، التي تصيب أجهزة الجسم المختلفة، فيصاب الجلد بالجفاف، والناتج من تأثر الغدد الدهنية والغدد العرقية بنقص الماء، وهذا يؤثر على كفاءة الجلد، وفقدان الحماية التي يقدمها للجسم بشكل عام والجهاز المناعي بشكل خاص.
كما أن نقص الماء يؤثرعلى كفاءة اجهزة الجسم المختلفة بشكل عام، مثل القلب والكبد والكلي وغيرها، وعلى الكفاءة الجنسية والكفاءة الإنجابية، لكل من الرجل والمرأة، بشكل خاص، ويؤثر على مستوي الهرمونات في الجسم بشكل عام، وهرمونات الذكورة والإنوثة والحليب بشكل خاص، ويؤدي إلى إصابة الإنسان بالأرق والقلق والإكتئاب ومحاولات الإنتحار.
ويمتد نقص الماء في الجسم، فيؤثر على الجهاز الهضمي، وكفائته في هضم الطعام، فيعاني الشخص، من حرقان في المعدة وصعوبة في الهضم، نتيجة نقص في الماء بشكل عام، أو تناول المشروبات الغازية بشكل خاص، إعتقادا منه أن هذا يحل المشكل ويساعد على الهضم.
وهذا اعتقاد خاطئ لأن الصحيح هو العكس، حيث أن تناول المشروبات الغازية يزيد من المشكلة تعقيدا – صحيح انه يؤدي إلى هضم الطعام بشكل مؤقت، في الوقت الذي يؤدي فيه إلى فقدان المزيد من الماء من الجسم عامة، ومن خلايا المعدة بشكل خاص، وتصبح كمية الماء في خلايا المعدة في حدها الادني، وهذا يؤدي إلى عسر في الهضم مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة وصعوبة حلها، ويحول الالتهابات المعدية الحادة إلى التهابات مزمنة، مما يجعل الإنسان يشعر بالألم وحرقان في المعدة طول الوقت، وقد يعزف الشخص عن تناول الطعام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر