(117) نهر النيل في… الإسلام
عندما جاء نبي الله موسى من نسل لاوي بن يعقوب عليه السلام، فولد وتربى وعاش في مصر في أرض جوش، وحماه نهر النيل من بطش الفرعون الذي تربى فيه، وخرج موسى مرتين، كما جاء في القرآن الكريم، الخروج الأول كان موسى وحيدًا، فخرج من مصر هاربًا بعد قتل خباز الملك بطريق الخطأ إلى مدين شمال غرب الجزيرة العربية، وتقع آثار مساكنهم بالقرب من مدينة البدع التابعة لمنطقة تبوك، فتزوج ابنة نبي الله شعيب.
عاش موسى عليه السلام في مدين عشر سنوات، وحين عودته من مدين تمت المناجاة، في الوادي المقدس طوى بطور سيناء عند شجرة العليقة، وتتميز بأوراقها الخضراء طوال العام وليس لها ثمرة، ولا تنبت إلا في الطور وفشلت محاولات زراعتها في أي مكان العالم بمنطقة سانت كاترين حاليًّا.
نبي الله موسى مع بني إسرائيل
ثم جاء خروج موسى الثاني مع بني إسرائيل، إلى البحر الأحمر عبر خليج السويس، ومنها خرج مع بني إسرائيل إلى سيناء عند خروجهم من مصر، فوصل إلى منطقة رأس سدر شرق محافظة السويس، وفي الطريق ضرب الحجر بعصاه فخرج منها اثنى عشر عين ماء عذبة، شرب منها قبائل بني إسرائيل الاثنى عشرة.
قال تعالى: (ذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) البقرة: 60.
فحمى موسى عليه السلام بني إسرائيل من شدة العطش، بعد المطاردة، العنيفة التي حدثت مع فرعون وجنوده وبني إسرائيل، فضرب الحجر فانشق وخرج منه الماء.
قال تعالى: (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) الأعراف: 160.
عبادة الأصنام بعد هلاك فرعون
وبعد خروج بني إسرائيل من البحر الأحمر ونجاتهم وهلاك فرعون، عبدوا الأصنام ثم صنع لهم السامري عجل جسد له خوار من ذهب المصريين الذي سرقوه ليلة الهروب الكبير من مصر، ولكن موسى عليه السلام دمره وألقى به في البحر.
قال تعالى: (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا) طه: 95-98.
وفي مجمع البحرين عند شرم الشيخ، بشمال سيناء، كان هناك لقاء فريد من نوعه بين موسى عليه السلام وفتاه مع الرجل الصالح، والذي تحدثت فيه سورة الكهف، وأعطيت فيه الكثير من العظات.
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) الكهف: 60.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
