(118) نهر النيل في… الإسلام

لا يمكن لأحد من البشر أن يستغني عن قطرة من الماء في حياته، لأن الماء أصل الحياة كما يعد أحد أهم الموارد الطبيعية في الأرض، وعليه تبني الحياة من الألف إلى الياء ويلعب الماء دورًا حيويًّا ومحوريًّا في الحفاظ على حياة الإنسان، من خلال توفير الطعام الضروري لحياة الإنسان.

كما أن الماء يُساهم في تنقية الهواء اللازم لبقاء الإنسان على قيد الحياة، فلا قيمة للحياة ولا وجود لها بغياب الماء.

قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) الأنبياء: 30.

كل قطرة من الماء مهمة لاستمرار الحياة

وإذا كان الحديث عن الماء، يمثل هذه الضرورة القصوى في حياة الإنسان، فإن الحديث عن نهر النيل وأهميته في حياة مصر والمصريين، يمثل الحديث عن وجود مصر على خريطة العالم، كما أنه يمثل المصدر الأساسي والوحيد للمياه في حياة المصريين في طعامهم وشرابهم وفي صلاتهم ووضوئهم.

فإن محاولات إثيوبيا الحبشة في فرض إرادتها والتحكم في توزيع حصص الماء أو السعي لببيعه، مما يؤدي إلى حدوث نقص خطير في الماء أو شحه، لعب خطير بالنار ويؤدي إلى حروب، لا أول لها ولا آخر ويؤدي إلى المزيد من سفك الدماء، بدلًا من الحديث على قاعدة المصالح المشتركة بين الدول، من أجل خدمة مواطنيها والحديث عن السلام، بدلًا من التهديد بالحرب، خاصة إذا علمنا أن منابع النيل الأزرق، تأتي من بحيرة تانا في إقليم بني شنقول السوداني، والمحتل من قبل إثيوبيا منذ 1902.

معنى هذا أن الاعتداء على حق مصر والسودان في حصول شعوبها، على كمية عادلة من الماء، يستدعي تجريد الحبشة من إقليم بني شنقول، الذي يجري فيه نهر النيل الأزرق، وتقع فيه بحيرة تانا، وتم احتلالها من قبل إثيوبيا في 1902، بمساعدة من إنجلترا في ذلك الوقت.

فالماء الذي ينزل من السماء بقدرة الله سبحانه وتعالى وقدره، أمر مشروع ولولا فضل الله ورحمته، ما نزلت قطرة من ماء الأمطار إلى الأرض، ولكن رحمته سبحانه وتعالى سبقت غضبه، فأنزل من السماء ماء للحفاظ على حياة البشر في المأكل والمشرب والملبس.

قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأنعام: 99.

قلة الماء تؤدي إلى القضاء على حياة الإنسان

وهذا يعني في جملة ما يعني أن قلة الماء وشحه، يؤدي إلى القضاء على حياة الإنسان المكرم، وإنهاء وجوده في الحياة مع سبق الإصرار والترصد والتحريض على قتل النفس  التي حرم الله إلا بالحق.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء: 29.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر